تراجعت السلطات الموريتانية، اليوم الأربعاء، عن عدم الترخيص لمؤتمر سينعقد يوم غد الخميس لإعلان « تحالف سياسي » ما بين حزب الصواب ذي الميول القومية البعثية، ومبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية « إيرا »، وهي حركة حقوقية غير مرخصة أظهرت في السنوات الأخيرة ميولاً سياسية.
ومنذ أن أعلن عن التحالف السياسي بين الحزب والحركة، بدأت تعليقات الموريتانيين تتنوع ما بين مستغرب لهذا التحالف، وآخرين يعتبرونه طبيعياً، بل خطوة إيجابية يجب تعزيزها واستنساخها.
ومن أبرز التعليقات ما كتبه الأستاذ محمد جميل منصور، الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية « تواصل »، حين قال: « بدا لي الاتفاق الذي عقده كل من حزب الصواب وتيار حركة إيرا، وكان سيعلن عنه الخميس حسب مصادر عليمة، خطوة سياسية إيجابية تخدم العمل الوطني ومنطق التوافقات السياسية ».
ولكن ولد منصور عاد في تدوينته إلى انتقاد قرار السلطات بعدم الترخيص للنشاط المشترك بين الحزب والحركة، ووصف هذا القرار بأنه « خطوة منكرة واستفزازية لا يقدر أصحابها المصلحة العامة ولا متطلبات منطق الحريات والديمقراطية ».
من جانبه كتب محمد فال ولد بلال، وهو وزير خارجية سابق ودبلوماسي: « بحسب وسائل التواصل الاجتماعي؛ فإن حزب الصواب “تَجَمْبَرَ” بمعنى عاد امجَمْبر ».
وأضاف ولد بلال: « أشتاق لأن أرى شباب الصواب وإيرا في الشارع؛ وهم يهتفون: امجَمْبرين! مجَمْبرين! كلنا امجمبربن.. ذاك هو الخير بذاته، إن شاء الله ».
وحول التحالف السياسي بين الحزب والحركة، قال ولد بلال: « هذا تحالف مهم.. إن دام واستمر وأثمر، فذاك المرجو، وإلاّ، فلا بأس؛ إنه كغيره من التحالفات في هذا البلد.. تولد سريعا وتختفي سريعا ».
في نفس الاتجاه نجد تعليقاً للأستاذ محمدن الرباني، وهو نقابي ومناضل، قال فيه: « دون معرفة التفاصيل ودون الخوض في تحليل الحسابات السياسية لكل طرف، فقد أصاب الصواب وأصابت إيرا في التقارب أو التحالف ».
وكان الكثير من المعلقين على الموضوع قد عقدوا مقارنة ما بين تحالف حركة إيرا مع حزب الصواب « البعثي »، مع احتضان « الناصريين » قبل عقود للرئيس مسعود ولد بلخير.
وفي هذا السياق كتب المدون الصحفي محمد الأمين ولد سيدي مولود: « إذا قسنا إيرا والصواب على تحالف الناصريين مع مسعود أو مع الحر، فقد تنازل كلا الطرفين عن بعض طرحه وسلوكه وكانت المحصلة انجازا معتبرا في كفة الانسجام المجتمعي، ولو كان ذلك على حساب ثورية خطاب الرئيس مسعود فيما قبل التحالف وعلى حساب “بيظانية” حركة الناصريين المفترضة ».
ويضيف ولد سيدي مولود أن مسعود ولد بلخير سبق أن تعرض لنفس ما يتعرض له اليوم بيرام « قبل أن يصبح محل إجماع بين قوى سياسية كثيرة في انتخابات 2009، وهو ما قد يحصل بعد فترة مع بيرام أو غيره ».
ولكن العديد من المدونين اعتبروا أن التحالف محكوم عليه بالفشل لأنه يحمل بذور الفشل داخله، ومن ذلك ما كتبه المدون موسى ابن أحمد: « تحالف إيرا والصواب هو تحالف نقيضين ولن يعمر طويلا !! ».