اختتمت فعاليات النسخة الأولى من مهرجان المذرذرة الثقافي (نسخة العلك) المنظم من طرف نادي حماية تراث المذرذرة، وتخللته فقرات ثقافية وفنية تعرف بتاريخ المنطقة، وقد احتفى المهرجان بمادة الصمغ العربي.
وقال رئيس نادي حماية تراث المذرذرة محمد فال ولد عبد اللطيف إن المهرجان جاء بمبادرة من نادي حماية تراث المذرذرة، مشيرا إلى أن النادي عبارة عن رابطة ثقافية لا ربحية ولا حكومية، وفق تعبيره.
وأكد ولد عبد اللطيف أن النادي وبعد الاستخارة واستشارة أهل النادي بمعناه الكبير ارتأى أن يخصص هذا المهرجان لموضوع العلك، مشيرا إلى أن السبب في اختيار هذا الموضوع قبل كل شيء هو المكانة التي تحتلها هذه المادة الطبيعية في الذاكرة الجماعية.
واستعرض المتحدث تاريخ العلك في المنطقة وأهميته، معتبرا أن تجارة العلك في المنطقة قديمة جدا، وأنها ازدهرت في القرون الخمسة الماضية وأبرم أهل البلاد بشأنها اتفاقيات مع مختلف الدول الأوروبية التي كانت تتنافس على الاستئثار بهذه التجارة.
كلمة المهرجان الافتتاحية ألقاها يعقوب ولد آبو الذي عبر عن شكره لكل من ساهم من قريب أو بعيد في تحقيق هذا الحلم الذي طالما راود أبناء المقاطعة، مثمنا ما قال إنها اللحمة والتعاضد والإجماع الذي حظيت به مبادرة تنظيم مهرجان من هذا النوع.
وقالت المتحدثة باسم النساء لخليفة بنت لكهيل ولد أبيليل إن المهرجان الثقافي يجمع سكان المقاطعة على مائدة التراث وتنصهر في إطاره كل الجهود الرامية إلى خلق جو ينعم فيه الكل بنسيم الثقافة ويبرز دور المقاطعة في الحفاظ عليها والالتفاف حولها.
وأكد محمد ولد أعمر ولد أعل من منسقية شباب المذرذرة، أنهم كانوا يتمنون أن يجمعهم هذا اليوم الذي يرون فيه الجميع يسعى لهدف نبيل ينفض الغبار عن الثقافة والكلمة، مضيفا “لقد وجدنا في تنظيم هذا المهرجان الفرصة الذهبية التي كنا نصبو إليها”.
مستشار وزير الثقافة المكلف بالتراث محمد المختار ولد سيدي أحمد، أشاد بالتظاهرة، متحدثا عن ما قال إنها جهود جبارة قامت بها الوزارة من أجل خدمة الثقافة، معتبرا أن الوزارة عملت على رعاية الملكية الفكرية وسعت إلى حماية الثقافة والمثقفين.
وقال المتحدث إن الرئيس الموريتاني كرس سياساته لخدمة الثقافة، مؤكدا أن ذلك كان من أجل أن تكون الثقافة في خدمة التنمية والاستقرار، مضيفا أن “الدولة تفتخر بالحرية والعدالة وتتبوأ المكانة اللائقة بها بين الأمم”.
عمدة المذرذرة عبد الوهاب ولد حامد ولد ببها أعرب عن عزم مجلسه البلدي على دعم النشاطات الثقافية بشتى أشكالها، مؤكدا أن ذلك يدخل في إطار برنامجهم ووعيا منهم بضرورة تشجيع ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
وعبر عمدة المدينة عن سروره لمشاركة الشباب النساء في تحضير وتنفيذ هذا المهرجان، متمنيا أن يكون النشاط سنويا ويعالج كل مرة جانبا من جوانب الثقافة المتنوعة.
وعبرت المكلفة بلجنة تنظيم المهرجان خديجة بنت إفكو عن سرورها بتنظيم المهرجان، متمنية النجاح لكافة أعماله، مشيرة إلى أهمية النشاط والعمل المكثف الذي تم القيام به من أجل إنجاحه.
وقد شهدت ليلة الافتتاح قراءة العديد من قصائد الأدب الشعبي والفصيح، التي أشادت بالمهرجان وتحدثت عن “العلك”، بينما أدت فرقة أهل الميداح، وبعض الفرق الشعبية أدوارا متميزة نالت إعجاب الجميع.