تندلع حرائق كبيرة في بعض الولايات الموريتانية، تقضي سنويًا على مساحات رعوية شاسعة، حيث تصل خسائرها أحيانًا إلى 750 مليون أوقية جديدة، وفقًا لوزارة البيئة الموريتانية.
وبحسب خبراء بيئيين، تتسبب هذه الحرائق في تدمير 250 ألف هكتار سنويًا، رغم أن الحكومة تخصص أموالًا طائلة وتنفذ حملات توعوية لتقليل أضرارها.
في ولاية لبراكنة، وتحديدًا في المنطقة بين “اغشورگيت” و”لمدن” التابعة لمقاطعة ألاك، اندلع حريق عند الساعة الواحدة ظهرًا أمس الثلاثاء، واستمر في التمدد حتى المساء.
بدأ الحريق على بعد خمسة كيلومترات غرب قرية لمدن، وواصل الانتشار حتى اقترب من بلدية “اغشورگيت”، التي تبعد عن “لمدن” ثلاثين كيلومترًا.
وقال عمدة بلدية “اغشورگيت”، محمد محمود ولد حيبلّ، خلال مقابلة مع قناة صحراء24، ليلة الثلاثاء/الأربعاء، إن “الحريق نتج عن وجود بعض الرعاة في المنطقة، وفقًا لمصادر محلية”، مشيرًا إلى أن الحريق كان “مدمرًا”.
وأضاف ولد حيبلّ أن حريقًا آخر اندلع قبل هذا الحريق بفاصل زمني بسيط، “ولم تتم السيطرة عليه إلا في منتصف ليلة الثلاثاء”، ليشتعل “نفس الحريق مجددًا ظهر الثلاثاء”.
وأشار عمدة “اغشورگيت” إلى أن “السلطات الإدارية والأمنية والبلدية والأهالي” بذلوا جهودًا مشتركة للسيطرة على هذه الحرائق.
وقد تعرضت المنطقة العام الماضي لعدة حرائق في المراعي تمت السيطرة عليها بجهود الأهالي، وفقًا لمصادر محلية.
وأوضح عمدة بلدية “اغشورگيت” أن “هذه الحرائق تتكرر، وقد عانينا منها العام الماضي”، مضيفًا أن “السلطات العليا تولي هذا الموضوع اهتمامًا كبيرًا”.
وتنظم الحكومة الموريتانية سنويًا حملات توعوية للوقاية من هذه الحرائق. ففي أواخر أكتوبر الماضي، أطلقت الحكومة حملة وطنية للوقاية من الحرائق تحت شعار “الحملة الوطنية لشق الطرق الواقية من الحرائق”، وخصصت لها غلافًا ماليًا يزيد عن سبعين مليون أوقية جديدة.
وتعاقدت وزارة البيئة مع الشركة الوطنية للزراعة والأشغال لترميم الطرق القديمة وشق طرق جديدة، بحسب عمدة بلدية “اغشورگيت”.
وصرحت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، مسعودة منت بحام، بأن هذه “الحملة تهدف إلى تحقيق عدة أهداف، من بينها الحد من الحرائق، وتأمين المخزون الاستراتيجي الرعوي للبلد، وتفادي تنقل السكان عبر الحدود، وضمان سلامتهم”.
وأضافت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، مسعودة بنت بحام، أن “الحرائق تدمر سنويًا أكثر من 200 ألف هكتار من المساحات الرعوية، مما يعادل خسارة اقتصادية بقيمة 5 مليارات أوقية جديدة، بالإضافة إلى الخسائر البشرية المحتملة”.
وفي عام 2021، أعلنت وزارة البيئة والتنمية المستدامة أن “حرائق المراعي والغابات تتسبب سنويًا في خسائر تصل قيمتها إلى 750 مليون أوقية جديدة، وهو ما يعادل 20 مليون دولار أمريكي”.