أعلن أمس الثلاثاء في موريتانيا عن رحيل فاطمه محمد اعل الملقبة «آمات»، وهي رائدة الفن التشكيلي الولاتي وحامية تراث المدينة التاريخية .
هذه المدينة الواقعة في ولاية الحوض الشرقي بأقصى الشرق الموريتاني سبق أن أعلنتها «اليونسكو» تراثا عالميا، وتشتهر بيوتها بفن وعمارة خاص بها مستوحى من العمارة العربية الإسلامية خاصة منها الأندلسية وهو ماكانت الراحلة تحمل همه.
عرفت «آمات» بحامية التراث الولاتي ومثلت موريتانيا في عدة معارض خارجية، شاركت في معرض بغرناطة عام 1995 حيث اطلعت عن قرب على نقاط التلاقي بين الفن الولاتي والفن الأندلسي، وهناك تقول فاطمة إنها اكتشفت أن أول فن وضع على الأرض هو الفن العربي الإسلامي حيث يتشابه فن مدينتها حد التناسق مع العمران في غرناطة وإشبيلية وقصر الحمراء تحديدا.
في تعريفها للفن الولاتي تقول الراحلة في مقابلة مع قناة «الوطنية» المحلية إن الفن الولاتي فن أصيل يوجد في ولاته منذ قدم الزمن ، “ووجوده هنا يوحي أنه من التراث الإسلامي، ويتداوله النساء في فترات الشتاء لأنه في فترة الخريف تفسد الأمطار زخرفة الحيطان الخارجية”.
التربة الطينية التي تصنع بها بنت محمد اعل نقوشها على جدران ولاته هي طينة اكتشفها جدها اعل وأطلق عليها اسمه، كما تستخدم تربة طينية أخرى توجد في النعمة، لكن طين ولاته أجود حسب قول الراحلة، التي نعتها عائلتها أمس على شبكات وسائل التواصل الموريتاني.
طالبت بنت اعل في مقابلات صحفية سابقة وزارة الثقافة الموريتانية بالتعاون مع جمعيتها لتخصيص يوم وطني لمدينة ولاته التاريخية بنقوشها الأثرية ووجباتها التقليدية وتقول إنها طالبت عدة مرات وأرسلت عدة رسائل دون أن تصل حتى تورمت يدها تقول ساخرة .
في صفحتها الشخصية على موقع “لينكدين” تؤكد بنت اعل محمد أن هدفها هو جعل الفن الولاتي أداة فاعلة في التنمية الثقافية والاقتصادية للبلد والمساهمة في تحريك الساحة الثقافية الوطنية من خلال تنظيم ورشات ودورات تكوينية ومحاضرات ثقافية، كما أنها تسعى للتعاون مع جميع المنظمات العربية والإفريقية والعالمية في إطار ثقافي
حسب سيرة الراحلة الشخصية فإنها تحمل هم حفظ وجمع وتعليم الفنون الولاتية عامة والموروث الثقافي خاصة وحماية التراث في ثوب عصرنة وذلك بمراعاة وحفظ مكوناته الأصلية وتدوين ومعالجة وترقية وتدريس الفنون الولاتية، حسب رؤيتها.
فاطمة بنت اعل محمود حاصلة على مستوى الباكلوريا (رياضيات) من ثانوية النعمة حيث درست في الفترة مابين 1980 و1986 كما أسست في العام 2005 جمعية إعادة الاعتبار للفن الولاتي، نالت عدة تكريمات وشهادات خبرة في موريتانيا وعدة بلدان عربية وأوروبية، وغادرت أمس دون ضجيج كبير .