فضت الشرطة الفرنسية، مساء أمس الأحد، لقاء عقده الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز مع عدد من أفراد الجالية الموريتانية في فرنسا، بمدينة بوردو، بعد خصومات وفوضى عارمة سادت اللقاء.
ولد عبد العزيز الموجود في فرنسا لإجراء فحوصات طبية، تحدث لأكثر من ساعة أمام عشرات الموريتانيين، قدم خلالها ردودًا على أسئلة أغلبها حول مصدر ثروته ومستوى الحريات في عهده، وعقد مقارنات بين الوضع خلال فترة حكمه وحكم خلفه محمد ولد الشيخ الغزواني.
ودافع ولد عبد العزيز بشدة عن حصيلة حكمه، وقال إنه أنجز مشاريع هامة وصان الحريات، رافضًا في الوقت ذاته اتهامه بالفساد، وقال: “ثروتي لا توجد بها أوقية واحدة من خزينة الدولة”.
في المقابل قال ولد عبد العزيز إن مستوى الحريات تراجع في البلاد بعد مغادرته الحكم، وقال إنه مُنع من الحديث في موريتانيا خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن الحكومة تحاول تعجيل موعد الانتخابات، وهو ما ينطوي على “إقصاء وتزوير”، لأن العديد من الأحزاب مُنع ترخيصها وبطاقات التعريف لم تجدد بعد، وفق تعبيره.
ولكن اللقاء سرعان ما تحوّل إلى فوضى عارمة، خاصة حين تحدثت سيدة قدمت نفسها على أنها من دائني الشيخ الرضا، ووجهت انتقادات لاذعة لولد عبد العزيز.
وقالت السيدة مخاطبة ولد عبد العزيز: “قلت إن المواطن في عهدك لم يجد إلا التي هي أحسن، ونحن مجموعة من الفقراء والنساء تركتهم يتعرضون للنصب في عهدك، وحين حاولنا طرق بابك رفضت استقبالنا”.
وأضافت السيدة بانفعال: “أنا التي أتحدث معك الآن، أضعُ حزاما على ظهري، لأن شرطتك أبرحتني ضربًا (..) أنا هنا في فرنسا لعلاج ظهري الذي كسرته شرطتك، لقد ضربونا أمام الرئاسة وأنت في مكتبك”.
وخلصت السيدة في حديثها أمام ولد عبد العزيز، إلى القول: “أنت لم تقم بحمايك المواطنين الضعاف، لذلك تجد نفسك في هذه الوضعية”، على حد تعبيرها.
متدخلون آخرون ألحوا في السؤال عن مصدر ثروة ولد عبد العزيز، مركزين على تصريح سابق قال فيه إنه يمتلك حفارة وحيدة، ولكن ولد عبد العزيز رفض الكشف عن مصدر ثروته، مكتفيًا بالقول إنه تحدى الجميع أن يثبتوا أن فيها أوقية واحدة من خزينة الدولة.
ومع ارتفاع حدة النقاش بين ولد عبد العزيز والحاضرين، حاول الرئيس السابق أن يحد عدد الأسئلة لكل متدخلٍ، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة حين تجمهر بعض الحاضرين حول ولد عبد العزيز.
وقال مصدر كان بالقرب من المنصة التي يجلس عليها ولد عبد العزيز، إن المنظمين نقلوا ولد عبد العزيز إلى “المرافق العمومية” في زاوية القاعة، خوفا من تعرضه للاعتداء.
بل إن مصادر عديدة تحدثت عن محاولة الاعتداء عليه، من طرف مواطنين غاضبين، وهو ما تطلب تدخل الشرطة الفرنسية التي طلبت من الجميع إخلاء المكان على الفور.
وقالت مصادر مقربة من ولد عبد العزيز، إن اللقاء “فشل بسبب وجود بلطجية” جاءت فقط من أجل “طرح أسئلة معلبة والتشويش”.