لم يعد مسموحا بمرور السيارات عبر شارع جمال عبد الناصر.. أحد أكبر شوارع العاصمة نواكشوط، بعد أن أغلقت جميع الطرق المؤدية إليه، واحتله الباعة الصغار، يعرضون على جنباته الملابس والأحذية والاكسسسوارات، مغتنمين فرصة أيام العيد.
بصوت جهوري ينادي سيدي محمد على المتسوقين لاغتنام فرصة التخفيضات على الأحذية بجميع أنواعها ، محاولا استمالة المارين قرب البسطة التي يعرض عليها تجارته.
أفواج من المتسوقين القادمين من مختلف مناطق العاصمة نواكشوط يتزاحمون في أكبر سوق لبيع الملابس والأحذية، فهو الوجهة المفضلة للموريتانيين في مواسم الأعياد.
في هذه المواسم يجد سيدي محمد فرصة لتحسين دخله الشهري، فراتبه كمعلم غير كافي لتغطية النفقات خاصة في الأعياد، لهذا يتاجر ببيع الأحذية في مناسبة الأعياد.
يقول سيدي محمد في حديث لصحراء ميديا، إنه منذ سنتين قرر العمل في التجارة خلال ما مكنه من توفير دخل يساعده في تغطية نفقات العائلة.
يحرص سيدي محمد كل نصف ساعة، على نفض الغبار عن الأحذية الجلدية للمحافظة على لمعانها، فمعظمها صنع بأيادي محلية، وسعرها أقل من أسعار الأحذية المستوردة.
ويوضح سيدي محمد أن التجربة علمته التركيز على بيع الأحذية المصنوعة محليا، لأن الزبون لايشتري المستوردة من أصحاب البسطات فتلك لها محلاتها.
لا يمكن للمتسوق إلا أن يمر بأصحاب البسطات، فقد أغلقوا كل الطرق المؤدية إلى المحلات في السوق، ينادون على المتسوقين في محاولة لاستمالتهم بالعروض المغرية التي يستجيب غالبة المتسوقين لها.
صفية بنت المختار، اختارت أن تقتني مستلزمات العيد هذه المرة من هؤلاء التجار، وتقول: “أسعار الملابس في المحلات غالية لا تسمح ميزانيتي في هذا العيد الشراء منها، لهذا قررت التسوق من الباعة المتجولين والذين يعرضون بضاعتهم في الهواء الطلق”.
وتضيف بنوع من الحسرة أن ارتفاع الأسعار في رمضان أثقل كاهل عائلتها وزاد من أعباء الدين عليها، لتتبنى سياسة التقشف في العيد.
فيما يرى بكار ولد إبراهيم أن أصحاب البسطات شكلوا متنفسا لأصحاب الدخل المحدود، ولبوا حاجياتهم في هذا العيد.
يقول بكار وهو يحمل رزمة من الملابس والأحذية بعد انهى للتو التسوق، اكتشفت أن السلع التي تعرض على البسطات تتميز بجودتها، وبأسعارها “المعقولة” إنها أقل بكثير من أسعار الأسواق والمتاجر.
ويبرر معظم من استطلعت “صحراء ميديا” آراءهم من التجار حول ارتفاع أسعار مستلزمات العيد، بأن غلاء الملابس يعود إلى ارتفاع تكلفة شحنه من الخارج، والرسوم الجمركية عليها.
يقول فاضل ولد بونه الذي يملك محلا لبيع الملابس والأحذية في السوق المركزي : “من الطبيعي أن تكون أسعار مستلزمات العيد في ارتفاع مقارنة بالمواسم الماضية، لأن تكاليف الشحن ارتفعت وكذلك زادت الرسوم الجمركية، والضرائب على المحلات التي تفرضها السلطات المحلية”.