إن الغزو الفرنسي لجمهورية مالي هو غزو صليبي استعماري عدواني لبلد مسلم عريق في إسلامه ,وهو مصداق لقوله تعالى :<<ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا>>ومصداق لقوله سبحانه:<<ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم>>…
لذلك يجب على شعب مالي المسلم كله أ ن يقف صفا واحدا موحدا للتصدي لهذا الغزو الصليبي الاستعماري الجديد الذي يرفع شعارات زائفة خداعة تطابق شعارات التحالف الأمريكي الصهيوني الذي احتل فلسطين والعراق وأفغانستان وعاث فيها ظلما وفسادا وتفريقا لصفوف المسلمين…
كما يجب على علماء المسلمين كافة ودعاتهم ومثقفيهم وشعوبهم أن يساندوا إخوانهم المسلمين في مالي ويعينوهم على مواجهة هذا الغزو الصليبي السافر الحاقد الذي يقصف ويدمر بكل وحشية المدن والقرى الآهلة بالسكان والمناطق الأثرية الإسلامية الأصيلة ذات المساجد والمكتبات العلمية العريقة ,وعجبي من السكوت المطبق للمنظمات الدولية والمحلية عن التحذير من تدمير التراث الثقافي الإسلامي في مالي من طرف القصف الجوي الفرنسي ,مع أنها ملأت الدنيا صراخا واحتجاجا على تدمير بعض الجماعات المسلحة لبعض الأضرحة المبنية ؟َ!.
كذالك يجب على شعب مالي المسلم أن يحافظ على وحدته وتماسكه, فمحاولة تقسيم بلاد مالي جريمة كبرى يجب أن نعارضها جميعا ,ونعين إخوتنا في مالي على التصالح والتفاهم والوحدة الوطنية المبنية على الإسلام الحنيف …
لأن تقسيم الدول الإسلامية والعربية إل دويلات جديدة هو خطة استعمارية ظالمة وكثيرة الأضرار(وما تقسيم السودان منا ببعيد ), فيجب أن نسعى جميعا لتوحيد الشعوب والبلدان العربية والإسلامية , ويحرم شرعا أن نسعى لتمزيق صفوفها وتفريق شمل شعوبها :<<واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا>>,<<ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم>>…
كما يجب على حكومة مالي أيا كانت أن تعطي أهل أَزواد حقوقهم السياسية والثقافية والاقتصادية والتعليمية كاملة وبكرامة وعدل ومساواة لأنهم إخوانهم ومسلمون مثلهم فيجب أن يتمتعوا بحقوق المواطنة واقعيا وفعليا ,وحتى تسد الأبواب أمام الدعوات الانفصالية المفرقة والضارة …
ويجب أن يقام حوار حقيقي , فيه ضمانات جادة وملموسة لحل مشكلات مالي شماله وجنوبه حتى تحفظ وحدته بعيدا عن التدخل الأجنبي الاستعماري المجرب تاريخيا , والذي ألحق بشعوب المنطقة كلها خسائر كبيرة وجرائم شنيعة …
أما حكومة موريتانيا التي تدعي أنها تمثل الشعب الموريتاني المسلم فعليها أن تظهر معارضتها الصريحة للغزو الفرنسي الصليبي لشعب مالي المسلم حتى لا تقول لاحقا (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)..
ولا يجوز لحكومة موريتانيا أن تعين الغزاة الظالمين على المسلمين المظلومين .
كما أن إدخال موريتانيا في حرب ظالمة نصرة لأهل الكفر والباطل(وإن ادعوا زورا وبهتانا أنهم أهل ديمقراطية وحرية) أمر لا يقبله الشرع ولا العقل ويتعارض مع مصالح شعبنا وأمنه تماما .
وعلى حكومة موريتانيا والدول المجاورة أن تبذل قصارى جهدها لوقف هذه الحرب الحاقدة الفتاكة وإقامة حل وصلح حقيقي وعادل بين جميع سكان بلاد مالي :<<إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون>>.
إذن باختصار نحن ضد الغزو الاستعماري الصليبي الفرنسي لجمهورية مالي وإن كانت الشعارات المرفوعة فوقه هي: الديمقراطية والحرية والوحدة .
ونحن ضد تمزيق وحدة جمهورية مالي وإن كانت الشعارات المرفوعة شعارات دينية صريحة:<<ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى>>
أما الإسلام وأهله الصادقون الثابتون الوسطيون – بلا تطرف ولا تسيّب- فهم منصورون غالبون بعون الله وتوفيقه وحفظه , وبشائر ذلك واضحة وجلية مهما عظم مكر وظلم الكافرين والظالمين :<<إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون >> ,<<وكان حقا علينا نصر المؤمنين>>…