طلبت الحكومة المالية، مساء اليوم الثلاثاء، من عسكريين تمردوا وسيطروا على ثكنات قرب العاصمة بامكو، أن يعودوا إلى جادة الصواب والتعقل، معربة عن استعدادها لفتح الحوار من أجل تجاوز أي سوء تفاهم، فيما نددت فرنسا بالتمرد.
وقال مراسل «صحراء ميديا» في باماكو إن عسكريين غاضبين سيطروا فجر اليوم على ثكنة عسكرية كبيرة قرب العاصمة باماكو، وسمعت أصوات مدفعية ثقيلة في الثكنة، قبل أن يسيطر عليها المتمردون بشكل تام.
وأضاف المراسل أن الوضع في العاصمة هادئ، باستثناء مظاهرات نظمها شباب قرب نصب الاستقلال، وسط باماكو، تأييداً للتمرد العسكري أسفرت عن إضرام النيران في مكتب محاماة قرب النصب تابع لأحد الوزراء في الحكومة.
مقر التلفزيون العمومي تحت سيطرة الجيش
la télévision publique est sous le contrôle de l’armée https://t.co/ST21ial5fl— Ali Ag Mohamed | علي (@ALIUF) August 18, 2020
وفي أول تعليق رسمي على الأحداث قالت الحكومة إن ما جرى هو «تحرك مزاجي» يعكس «حالة إحباط قد تكون أسبابها مشروعة»، في نفي ضمني لأن يكون ما جرى هو انقلاب عسكري.
وطلبت الحكومة من منفذي التمرد العسكري العودة إلى جادة الصواب، وقالت إنه «لا شيء يبرر ارتكاب أفعال يمكن أن تؤدي إلى أضرار على الأمة لا يمكن إصلاحها».
ودعت الحكومة إلى ما سمته «التعقل والحس الوطني»، وإلى إسكات صوت البنادق، قبل أن تضيف: «لا توجد أي مشكلة لا يمكن حلها عبر الحوار».
وختمت الحكومة بيانها بالقول إنها مستعدة للشروع في «حوار أخوي من أجل تجاوز أي سوء فهم».
Révolution au #Mali : j’ai pu filmer les militaires fraternisant avec la foule des manifestants sur la célèbre place de l’indépendance. Cette fois, la messe est dite pour l’autocrate Ibrahim Boubacar Keïta. @LeMediaTV pic.twitter.com/k1bHhfhacN
— THOMAS DIETRICH (@thomasdietrich0) August 18, 2020
وقال مراسل «صحراء ميديا» إن هذا التمرد يأتي بعد ساعات من إقالة قائد الحرس الرئاسي، وفي ظل انتشار الاستياء في أوساط الجنود من ظروفهم المادية.
وأضاف المراسل أنه على الرغم من أن الشباب المؤيدين للتمرد العسكري هم في أغلبهم من شباب حراك الخامس من يونيو، إلا أن قادة الحراك لم يعلنوا أي موقف.
في غضون ذلك سيطر الجيش المالي على مبنى التلفزيون الحكومي، من دون أن يتم بث أي بيان، فيما أكد مراسل «صحراء ميديا» أن الرئيس إبراهيم ببكر كيتا ما يزال في باماكو.
وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية، مساء اليوم، بياناً قالت فيه إنها تتابع بقلق التمرد العسكري الذي وقع اليوم في معسكر كاتي قرب باماكو.
ونددت الخارجية الفرنسية بشدة بهذا التمرد الذي وصفته بأنه «حدث خطير»، وأعلنت دعمها القوي للموقف الصادر عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي ٫اصدرت بياناً دعت فيه إلى المحافظة على المؤسسات الدستورية في مالي.
وطلبت مجموعة (إيكواس) من المتمردين العسكريين العودة إلى ثكناتهم.