نظم العشرات من مزارعي الأرز في ولاية اترارزة، اليوم الاثنين، وقفة أمام مبنى الولاية، للفت انتباه السلطات إلى الخسائر التي تعرضت لها محاصيلهم بسبب الأمطار وقلة الحاصدات، وهي خسائر قال المزراعون إنها قد تصل إلى 40 في المائة من محاصيل الأرز الموريتاني.
وقال المزراعون إن هطول الأمطار والتأخر في الحصاد بسبب قلة الحاصدات ألحق بهم خسائر كبيرة، كما أثر على جودة المنتوج من باقي المحصول، وفق تعبيرهم.
وتدخلت الشرطة الموريتانية لتفريق احتجاج المزارعين، بحجة أنه احتجاج غير مرخص من طرف السلطات الإدارية في الولاية.
وتأتي الوقفة الاحتجاجية بعد أيام من أمطار شهدتها «منطقة شمامة»، وغمرت مساحات شاسعة من الحقول الزراعية، ما تسبب في إتلاف كميات كبيرة من منتوج الأرز المحلي.
وأطلق المزارعون نداء عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من محصول الأرز المحلي، في أكثر من 17 ألف هكتار، لا تزال معرضة للتلف مع استمرار تهاطل الأمطار.
ونحسب المزارعين فإن عوامل عديدة ساهمت في التأثير على حصاد الموسم الزراعي لهذا العام، أبرزها قلة الحاصدات الزراعية في البلاد، وإغلاق الحدود بين موريتانيا والسنغال، بعد أن كان أغلب المزارعين يعتمدون على تأجير الحاصدات السنغالية.
يقول محمد فال ولد آوكار، وهو ستيني يعمل في مجال الزراعة منذ عقود، إن السيول اجتاحت مزرعته، وهو يستعد لحصاد منتوجه، ما اضطره للجوء إلى الحصاد بالمعدات اليدوية، لتدارك المحصول بعد أن تعذر عليه الحصول على حاصدة.
ويضيف ولد آوكار، الذي يرأس تعاونية لزراعة الأرز في قرية أم القرى، الواقعة على بعد 65 كلم شرق روصو، إن حجم الضرر الذي ألحقته السيول بالمزرعة، لا يمكن تعويضه إلا من طرف الدولة التي طالبها بأخذ ذلك في الاعتبار.
تعاونيات ومزارع عديدة في منطقة شمامة، يقول العاملون فيها، إن معظمهم عجز عن توفير أي حاصدة، حتى تداركه موسم الأمطار، فضاع معظم محصوله الزراعي، بسبب السيول.
في حديت مع مراسل «صحراء ميديا» يقول الشاب لمرابط ولد عبدي، وهو أحد المستثمرين في زراعة الأرز، إنه حتى بعد حصوله على حاصدتين، لم يتمكن من حصاد منتوج مزرعته، الواقعة بالقرب من قرية «ارغيوات» بسبب ارتفاع منسوب المياه في المزرعة.
نفس الأمر ينطبق على تعاونية «اكويبينه» التي حصلت على حاصدة واحدة، لكن بطء العملية، والتوقف من حين لآخر بسبب الأعطال الفنية، أعاقا بشكل كبير إنهاء حصاد الموسم، مؤكداً أن 90 في المائة من مساحة المزرعة مهددة بالتلف، كما يقول رئيس التعاونية أحمدو ولد محمد.
في غضون ذلك وصلت بعثة من وزارة التنمية الريفية، إلى «منطقة شمامة» لإحصاء الأضرار وتقييمها، وخلصت في تقريرها إلى أن 40 في المائة من المساحات المزروعة لم يعد بالإمكان تداركها، بعد أن حاصرتها السيول بشكل كامل.
ويرى مسؤولون في وزارة التنمية الريفية أن عدم احترام المزارع للآجال المحددة في العملية الزراعية، وبدء البذر مع الموسم الزراعي، هو ما جعل المحصول الزراعي للحملة الصيفية مهددا بالتلف بعد هطول الأمطار.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، قد أطلق يناير الماضي من ولاية الترارزة مشاريع زراعية، والتقى بمزارعين للاستماع إلى مشاكلهم، في ظل النواقص والأزمات التي يمر بها قطاع الزراعة في البلاد.
وتعهد ولد الغزواني للمزارعين خلال الحملة الانتخابية «بإقامة نظام لتمويل القطاع الزراعي»، وذلك من خلال ما سماه في برنامج (تعهداتي) بأنه «بنك زراعي، تأمين زراعي، صندوق للضمان وللمزايا التفضيلية»، وفق نص البرنامج الانتخابي.
ويقول ولد الغزواني في برنامجه الانتخابي إنه هدفه هو أن موريتانيا «ستكون في نهاية مأموريتي مكتفية ذاتياً في مجال الأرز، وتنتج القسط الأوفر من احتياجاتها في مجال القمح والخضروات».