سقط قتيل واحد وجرح عشرات المحتجين، مساء أمس الجمعة في العاصمة المالية باماكو، أثناء أعمال شغب في أعقاب مظاهرات شعبية حاشدة مطالبة باستقالة الرئيس إبراهيم ببكر كيتا.
وقطع المحتجون الغاضبون لقرابة ساعة بث التلفزيون الرسمي حين اقتحموا مبناه وسط باماكو، كما اضرموا النيران في واجهة مبنى البرلمان، وأغلقوا عدداً من الشوارع الكبرى في العاصمة، بما فيها جسر الملك فهد بن عبد العزيز، وهو أكبر جسر يربط بين ضفتي نهر النيجر الذي يقسم باماكو إلى نصفين.
Assemblée Nationale Tchira Po ! #mali #m5 pic.twitter.com/PLwgnHfvvv
— AminataOuédragoOfficiel (@OuedragoAminata) July 10, 2020
ووقعت أعمال عنف وشغب، وتعرضت بعض المباني والمحلات لعمليات نهب واسعة، وسط حالة من الفوضى العارمة التي شهدتها العاصمة المالية.
وأعلن حراك الخامس من يونيو المعارض، والذي يضم أئمة وأحزابا سياسية وجمعيات في المجتمع المدني، أنه لا صلة تربطه بأعمال الشغب والنهب، متهماً جهات خارج الحراك بمحاولة تشويه صورته، وقال إن احتجاجات المعارضة ظلت دوماً سلمية وديمقراطية.
وكانت المعارضة قد دعت في وثيقة متداولة إلى «عصيان مدني» في جميع أنحاء البلاد، وطلبت من أنصارها إغلاق الشوارع الكبيرة وإيقاف الحركة فيها، باستثناء حركة سيارات الإسعاف والحماية المدنية، كما طلبت منهم إغلاق الإدارات الحكومية والمباني الرسمية باستثناء المستشفيات والمباني الصحية.
ودعت إلى إغلاق المدن الكبرى من خلال اعتصامات عند مداخلها، ودعوة جميع الموظفين وعمال الدولة وقوات الأمن والجيش إلى الانضمام إلى العصيان المدني، حتى يتحقق مطلبهم الوحيد وهو «استقالة الرئيس».
من جهته قال الرئيس كيتا في بيان مقتضب: «بقلب مثقل أخاطبكم في هذه اللحظات لأعبر عن أسفي حيال مشاهد العنف والنهب، ومحاولات احتلال مؤسساتنا وإداراتنا الاستراتيجية»، وأعلن فتح تحقيق لتحديد حجم الخسائر البشرية والمادية.
#Urgent Message du Président de la République sur les événements en cours.https://t.co/2rfmxmsbyw pic.twitter.com/QJZbcJTBhN
— Presidence Mali (@PresidenceMali) July 10, 2020
وأوضح كيتا أن السلطات العمومية منحت الترخيض للمظاهرة «باسم دولة القانون»، رغم ما سماه «التحريض على العنف الواضح في خطابات بعض قادة الحراك»، ولكن كيتا عاد ليؤكد أنه «باسم نفس دولة القانون يتوجب علي أن أضمن أمن المواطنين وممتلكاتهم وحماية مؤسسات الدولة، وهو ما سأقوم به من دون أي ضعف»، على حد تعبيره.
وختم كيتا بيانه بتجديد وتأكيد رغبته في مواصلة الحوار مع المعارضة، واستعداده التام لاتخاذ كل ما بوسعه من أجل تهدئة الوضع، ولكن المعارضة تتهمه بعدم الجدية في الحوار، وأنه لا يقدم أشياء ملموسة.