مئات السيارات على متنها آلاف المسافرين، غادرت العاصمة نواكشوط مع الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة، وأخرى تستعد لدخول المدينة المغلقة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ما تسبب في زحمة كبيرة على الطرق الوطنية التي ظلت شبه مهجورة طيلة هذه الأشهر.
إنه موسم الخريف.. موسم الأمطار.. ولكنه أيضاً موسم «كورونا» الذي يفرض نفسه على تفاصيل حياة الموريتانيين، خاصة وهم يستعدون لرحلاتهم السنوية نحو البوادي في عمق الصحراء، بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها، وفراراً من جائحة قد ترافقهم إن لم يتقيدوا بالإرشادات الصحية.
تشير الإحصائيات إلى أن عدد المصابين بالفيروس في العاصمة نواكشوط يشكلون ما يزيد على نسبة 90 في المائة من إجمالي المصابين في موريتانيا، ولكن المخاوف كبيرة من «توزيع عادل» للإصابات بعد فتح الطريق والسماح بالسفر داخل البلاد.
حاولت السلطات الموريتانية تجهيز المنشئات الصحية في الداخل، عبر توفير الفحص وأجهزة التنفس وبعض الأدوية، إلا أن التقارير تتحدث عن ضعف وهشاشة هذه المنشئات وعدم قدرتها على استيعاب عدد كبير من المصابين في نفس الوقت، لتبقى الوقاية هي الحل الوحيد.
أمام هذه الوضعية، حددت «سلطة تنظيم النقل الطرقي» 10 إجراءات يتوجب على جميع الناقلين والمسافرين أن يتقيدوا بها للحد من انتشار الوباء قدر الإمكان، وهذه الإجراءات هي:
1. الالتزام بعدد المقاعد في السيارات
2. ارتداء الكمامة أو اللثام لكل المسافرين
3. تعقيم الأيدي عند الركوب في الحافلة
4. تهوية السيارة أثناء الرحلة
5. عدم تبادل وسائل الأكل أو الشرب (الشاي) أو الهاتف في السيارة
6. الامتناع عن حمل أي مسافر تظهر عليه أعراض المرض
7. تعقيم السيارة قبل كل رحلة
8. وجود مقياس الحرارة عند كل نقاط النقل
9. الحد من السرعة لتجنب مخاطر حوادث السير
10. وجود مكبر الصوت عن السائق للتحسيس بأهمية التباعد.
في غضون ذلك كثفت السلطات الأمنية من انتشار وحدات الأمن من مختلف التشكيلات على جميع المحاور الطرقية في البلاد، وخاصة طريق نواكشوط – بوتلميت / نواكشوط – روصو / نواكشوط – نواذيبو / نواكشوط – أكجوجت.
وحرص الأمن الموريتاني على منع أي سيارة تخالف القوانين والإجراءات من التحرك، وقد أوقف عدد كبير من السيارات بسبب مخالفات صريحة لقوانين السير أو إجراءات الوقاية من العدوى.
من جهة أخرى يقف مسؤولون من وزارة التجهيز والنقل وناشطون في المجتمع المدني، على جنبات الطرق الوطنية لتوعية المسافرين، وتحذيرهم من حوادث السير، في إطارة حملة للتوعية أطلقتها الوزارة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني (جمعية معاً للحد من حوادث السير).
وقال محمد ولد إبراهيم، المدير العام المساعد للنقل البري، في تصريح لـ «صحراء ميديا» إن الوزارة قررت إطلاق «حملة للتوعية تواكب قرار فتح الطريق وبالتعاون مع المجتمع المدني ممثلاً في أكثر منظمة ناشطة في الميدان (جمعية معا للحد من حوادث السير)».
وأضاف ولد إبراهيم أن الحملة انطلقت فجر اليوم الجمعة على جميع المحاور الطرقية الخارجة من نواكشوط، وستستمر لثلاثة أيام (الجمعة، السبت والأحد)، مشيراً إلى أن الهدف منها هو «توعية السائقين ومستخدمي الطريق على الحذر واحترم القوانين، لتفادي أكبر قدر ممكن من حوادث السير».
وخلص المسؤول في حديثه مع «صحراء ميديا» إلى التأكيد على أن الهدف من هذه الحملة والإجراءات «ليس تقييد حرية المواطنين وإنما المحافظة على ممتلكاتهم وأرواحهم».
من جهة أخرى، أكد المسؤول أن وزير التحهيز والنقل زار اليوم بعض المقاطع الطرقية التي غطتها الألسنة الرملية، وعاين الأشغال الجارية من طرف شركة (ATTM) لإزاحة هذه الألسنة، وخاصة في مقاطع على طريق أكجوجت وبوتلميت.