قال السفير الأمريكي في نواكشوط مايكل دودمان، في خطاب بمناسبة ذكرى استقلال الولايات الولايات المتحدة الأمريكية، إنه «متفائل» بشأن مستقبل موريتانيا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وموريتانيا «يتشابهان كثيرا. فعلى مدى الاثني عشر شهرًا الماضية، أصبحت هذه الشراكة التي تبلغ من العمر ستين عامًا أقوى وأعمق وأكثر أهمية لكلا البلدين».
واعتذر السفير الأمريكي عن عدم إقامة حفل بمناسبة ذكرى الاستقلال الأمريكي أمس، بسبب الظروف الصحية الناتجة عن جائحة «كورونا»، قبل أن يضيف: «إلا أنني ممتن لأن كلمتي هذا العام يمكن أن تصل عددا أكثر من الموريتانيين»، إذ تم نقلها على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر التلفزيون الرسمي.
وقال السفير: «إننا لا نحتفل هذا العام بالذكرى الـ244 لاستقلال أمريكا فحسب، بل أيضا بالذكرى الستين لاستقلال موريتانيا وهذا يعني أننا نخلد أيضًا الذكرى الستين للشراكة القوية بين دولتينا. أنا فخور لأن الولايات المتحدة كانت أول دولة تعترف باستقلال موريتانيا. إن الشراكة التي أقامها الرئيس أيزنهاور، ثم الرئيس كينيدي، مع الرئيس المختار ولد داداه مستمرة اليوم».
وتعليقاً على مرور سنة على انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، قال السفير الأمريكي إن بلاده «تحيي ذلك الدرس الديمقراطي والمثال القوي الذي أعطته موريتانيا لدول أخرى في المنطقة»، قبل أن يضيف أنه «مسرور جدًا» بالعمل خلال العام الماضي مع حكومة الرئيس غزواني.
وقال السفير الأمريكي: «لقد حققنا معًا تقدمًا مهمًا نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في تعزيز الأمن والازدهار والعدالة لمواطني بلدينا»، مشيراً في هذا السياق إلى أن «تمرين فلينتلوك الناجح جدًا الذي نظمناه معا في شهر فبراير الماضي لمدة أسبوعين لهو خير دليل على متانة شركتنا الثنائية».
واعتبر السفير الأمريكي أن نجاح تمرين فلينتلوك «كان مثالاً ممتازًا لشراكتنا القوية ولدور موريتانيا المتنامي كقائد في المنطقة»، قبل أن يتوجه بالتهنئة إلى ولد الغزواني على «قيادته الحكيمة» لمجموعة دول الساحل الخمس، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل «دعمها القوي» لعمل المجموعة ولقوتها المشتركة.
وحول عمل المجموعة، قال السفير الأمريكي إن هذه الدول تعي جيدا أن «تحقيق الأمن الدائم يتطلب أكثر من مجرد جهود عسكرية؛ إنه يتطلب تحقيق التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي التي تؤثر على عدد كبير جدا في منطقة الساحل»، مشدداً في السياق ذاته على ضرورة «تحقيق العدالة والاحترام الكامل لحقوق الإنسان».
وبخصوص حقوق الإنسان والمظاهرات التي شهدتها الولايات المتحدة، قال السفير الأمريكي إنها «تذكرنا بأن الولايات المتحدة لا تزال تعاني من مخلفات العبودية، وهو أيضا تذكير بأن العنصرية والتمييز لا يزالان يمسان الكثير من الأمريكيين السود على الرغم من التقدم الذي أحرزناه في السنوات الخمسين الماضية».
واستدرك السفير قائلاً إنه «خارج هذه الأحداث، ينخرط بلدي الآن في نقاش مكثف للغاية حول التدابير الجديدة لمعالجة التركات المقلقة الناشئة عن العبودية في أمريكا وهو أمر مشجع للغاية»، وفق تعبيره.
وأضاف السفير: «يمكن للموريتانيين أن يتابعوا النقاش الجاري في بلدي لأنكم منخرطون في عملية مماثلة. إن الجهود الجارية لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة وتحسين التعليم وخلق فرص اقتصادية أكبر كلها ضرورية لمعالجة إرث موريتانيا من العبودية والتمييز».
وعبر السفير عن سعادته حيال التقرير الصادر عن الحكومة الأمريكية الشهر الماضي بخصوص الاتجار بالبشر والتقييم الإيجابي لموريتانيا، قبل أن يضيف: «لا تزال هناك العديد من التحديات في بلدكم، تمامًا كما هو الحال في بلدي. إن النقاش الصريح والسلمي حول هذه القضايا هو أفضل وسيلة لكلا بلدينا للمضي قدما وتحقيق تقدم في هذا المجال».
وترتبط موريتانيا والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات قديمة، إذ كانت الولايات المتحدة هي أول دولة تعترف بموريتانيا بعد استقلالها عام 1960، ولكن هذه العلاقات أخذت أبعادا اقتصادية في السنوات الأخيرة، إذ حضرت الشركات الأمريكية بقوة في مجال التنقيب عن النفط والغاز واستخراجه في المياه الموريتانية.