تستعد العاصمة الموريتانية نواكشوط، يوم غد الثلاثاء، لاحتضان قمة سيحضرها قادة دول الساحل الخمس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتكون بذلك أول قمة تنعقد واقعياً منذ بداية جائحة «كورونا» التي تضرب العالم منذ فبراير الماضي.
وبحسب ما حصلت عليه «صحراء ميديا» من معلومات فإن القمة ستنعقد في قصر المؤتمرات «المرابطون» الموجود خارج العاصمة نواكشوط، وقبل افتتاح القمة سيشارك الرؤساء والضيوف في حفل غداء يقيمه على شرفهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الدوري لمجموعة دول الساحل الخمس.
إجراءات صارمة
السلطات الموريتانية اتخذت سلسلة من الإجراءات الأمنية والصحية المشددة من أجل نجاح تنظيم القمة في أحسن الظروف، ولضمان سلامة المشاركين فيها من رؤساء ووزراء ومسؤولين وإعلاميين، تماشياً مع الظرف الخاص الذي تنعقد فيه.
ونظمت السلطات خلال الأيام الماضية عملية فحص لجميع الأشخاص الذين سيدخلون قصر المؤتمرات «المرابطون» يوم القمة، بما في ذلك البعثات الدبلوماسية والمسؤولين الموريتانيين والعاملين في القصر الرئاسي.
كما خضع للفحص رجال الأمن ووحدات التشريفات وعمال شركة خاصة ستتولى ضيافة المشاركين في القمة، بالإضافة إلى عشرات الصحفيين، وتم استبعاد من كانت نتائج فحصهم موجبة.
وبحسب مصادر «صحراء ميديا» فإن إجراءات أمنية مشددة ستطوق محيط انعقاد القمة، لإقامة جدار أمني يعزل قصر المؤتمرات ومطار نواكشوط الدولي عن المحيط الخارجي طيلة ساعات القمة، وذلك لمنع أي اختلاط قد يشكل تهديداً «صحياً أو أمنياً» للمشاركين في القمة.
قمة خاطفة
ولكن القمة التي تتحدى الظروف الصحية الناتجة عن جائحة «كورونا»، وتناقش «خطر الإرهاب» في منطقة الساحل الأفريقي، لن تستمر سوى لساعات فقط، إذ من المنتظر أن يبدأ استقبال الوفود الرئاسية عند تمام الساعة الثامنة صباحاً.
وبحسب جدول الأعمال الذي اطلعت عليه «صحراء ميديا» فإنه بعد اكتمال وصول الوفود المشاركة في القمة، وانتهاء حفل الغداء الرئاسي الذي سيقام عند تمام الساعة 12 زوالاً، سيدخل قادة دول الساحل الخمس والرئيس الفرنسي في اجتماع مغلق من المنتظر أن ينتهي الساعة الثانية والنصف زوالاً، لتبدأ الجلسة الافتتاحية للقمة.
القمة ستفتتح من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بصفته الرئيس الدوري لمجموعة دول الساحل الخمس، يليه مباشرة خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم تتوالى فيما بعد خطابات قادة دول الساحل (تشاد، النيجر، مالي، بوركينا فاسو).
رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، الذي قرر في اللحظات الأخيرة التنقل نحو نواكشوط للمشاركة في القمة، سيلقي خطاباً من المتوقع أن يركز فيه على جهود التنمية في إطار «محاربة الإرهاب»، وفق المقاربة الجديدة المعتمدة من طرف الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى سيتحدث في القمة كل من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، والأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكفونية لويز موشيكيوابو.
مشاركون عن بُعد
وإن كان بعض المشاركين في القمة قد تحدوا الإجراءات الناتجة عن جائحة «كورونا»، إلا أن آخرين فضلوا المشاركة في القمة عبر تقنية الفيديو، يتقدمهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي سيوجه رسالة إلى المشاركين في القمة من مكتبه في نيويورك.
نفس الشيء بالنسبة لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنديلا ميركل، والوزير الأول الإيطالي جوزيبي كونتي.
ويشير جدول الأعمال الذي اطلعت عليه «صحراء ميديا» إلى أنه من أجل أن تكون القمة «تفاعلية» فإنه سيتم التناوب بين خطابات الموجودين في القاعة وتلك التي سيلقيها أصحابها عن طريق تقنية الفيديو، ويضيف جدول الأعمال إلى أنه في حالة حدوث أي مشاكل فنية في تقنية بث الفيديو فسيتم التجاوز نحو المتحدث الموالي لتفادي ضياع الوقت.
يبدو أن عامل الوقت حاضر بقوة في القمة العادية والتي تأتي في «ظرف استثنائي»، ففي أقل من ثلاث ساعات بعد افتتاح القمة ستتم تلاوة البيان الختامي من طرف الأمين التنفيذي لمجموعة دول الساحل مامان سيديكو.
وسيكون ختام القمة من طرف الرئيس الموريتاني الذي سيلقي خطاباً يعلق فيه على ما جرى في القمة، قبل أن يعقد المشاركون في القمة مؤتمراً صحفياً للرد على أسئلة عدد محدود من الصحفيين.
مع نهاية المؤتمر الصحفي ستبدأ الوفود مغادرة نواكشوط، تلك المدينة التي سيكون سكانها في ذلك الوقت منشغلون بمتابعة أخبار الجائحة، والمؤتمر الصحفي اليوم لوزارة الصحة، لمعرفة من اختطفهم الفيروس وأعداد المصابين الجدد.