خرج عشرات الآلاف من سكان العاصمة المالية باماكو، اليوم الجمعة، في مظاهرات تطالب الرئيس إبراهيما ببكر كيتا بتقديم استقالته، بينما قدم الأخير بعض التنازلات وطلب من المتظاهرين الجلوس إلى طاولة الحوار، تفادياً لتعميق الأزمات الأمنية والصحية والاقتصادية التي تعيشها مالي.
ولكن الحراك الذي تشهده مالي منذ الخامس من يونيو الجاري، لا يبدو أن من يقودونه مستعدون للحوار في ظل إصرارهم على مطلب وحيد يتمثل في «استقالة الرئيس».
يتولى قيادة الحراك كل من «تنسيقية الخامس من يونيو»، وهي عبارة عن ائتلاف من رجال الدين وهيئات المجتمع المدني والحركات السياسية، بالإضافة إلى «تجمع القوى الوطنية» المعارض.
??? – Images de la manifestation impressionnante d’aujourd’hui à #Bamako au #Mali pour exiger la démission du président #Keita. #protests2020 pic.twitter.com/aaYr1MI8RF
— Anonyme Citoyen (@AnonymeCitoyen) June 19, 2020
وإن كان الحراك «سياسياً»، إلا أن قيادته تميل أكثر نحو الأئمة، وخاصة الرئيس السابق للمجلس الإسلامي الأعلى الإمام محمود ديكو، الذي يوصف بأنه واحد من أكثر الشخصيات نفوذاً في مالي، بالإضافة إلى أئمة آخرين من ضمنهم عمر ديارا، إمام صلاة الجمعة في ساحة الاستقلال.
«ديكو» الذي أصبح إيقونة هذه الاحتجاجات، ألقى خطابا أمام المحتجين في ساحة الاستقلال، جدد فيه المطلب الوحيد، وقال إنه لا تراجع عن «استقالة الرئيس»، بل إنه طلب من مجموعة من المحتجين التوجه نحو القصر الرئاسي لاستلام رسالة الاستقالة من عند الرئيس.
وكان الإمام «ديكو» قد أعطى للرئيس «كيتا» مهلة عدة ساعات لتقديم استقالته، يوم الجمعة الماضي، ومع انقضاء المهلة وقعت مواجهات في الحي الشعبي الذي يقيم فيه الرئيس، بين شبان غاضبين وقوات مكافحة الشغب.
من الواضح أن الرئيس «كيتا» حتى الآن لا يفكر في الاستقالة، وهو الذي أعيد انتخابه عام 2018 لولاية رئاسية تنتهي عام 2023، في انتخابات رئاسية كانت محل انتقاد واسع من طرف المعارضة.
ولكن «كيتا» الذي يجد نفسه في مواجهة أزمات متزامنة، حاول أن يلعب الأوراق التي في يده، فأعلن تشكيل حكومة «وحدة وطنية» لتكريس «التشاور»، وجدد رغبته في تطبيق «نتائج الحوار الوطني الشامل» الذي انعقد قبل أشهر، كما ألقى خطابا منذ أيام مد فيه يد «الحوار» نحو المتظاهرين.
Le Chef de l’Etat, ouvert au dialogue, a reçu ce 18 juin 2020 tour à tour le Groupe Parlementaire de la majorité, l’UNTM et le Cadre de veille composé de la société civile, des confessions religieuses et des familles fondatrices. pic.twitter.com/eYzt6psmBt
— Presidence Mali (@PresidenceMali) June 19, 2020
وقال كيتا في خطابه: «يتوجب علي أن أبذل كل جهدي لتفادي إضافة أزمة سياسية لقائمة الأزمات الأمنية والصحية والاقتصادية التي نعيشها»، قبل أن يؤكد قائلاً: «دوري هو استباق الأمور ومنع أي مواجهات عنيفة لن تُسعد أي شخص، لهذا السبب أدعو للحوار».
ولكن دعوات «كيتا» لم تجد أي آذان صاغية لدى معارضيه، الذين يتهمونه بمحاولة تضييع الوقت، وتحميلهم مسؤولية الأزمات التي سببها هو «تسييره الكارثي» للبلد.
في غضون ذلك أجرى وفد وزاري من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، لقاءات مع أطراف الأزمة في مالي، وذلك خلال اليومين الماضيين، وأصدر الوفد مساء اليوم الجمعة تقريراً طالب فيه بضرورة «العمل على استعادة مناخ الثقة بين الأطراف»، وذلك من أجل تفادي «تفادي اللجوء إلى العنف كوسيلة لتسوية الأزمة».
Communiqué de Presse de la Mission Ministerielle de la CEDEAO sur la situation sociopolitique en République du Mali..
Fait à Bamako, le 19 juin 2020. pic.twitter.com/vXiKxNSNJ0
— CCDG_GENDER_ECOWAS (@CcdgEcowas) June 19, 2020
وقال الوفد الذي يقوده وزير خارجية النيجر كالا أنكوراو، إنه استفاد خلال يومين من العمل في مالي، من دعم مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى مالي والساحل بيير بويويا، والممثل الخاص للأمين العام للأم المتحدة في مالي محمد صالح النظيف.