أغلق الدرك الموريتاني، أمس الخميس، قريتين في ولاية الترارزة بعد ظهور إصابات بفيروس «كورونا» المستجد من بين سكانها، وفق ما أكد مراسل «صحراء ميديا» في الولاية نقلاً عن مصادر أمنية وصحية في المنطقة.
ويتعلق الأمر بقرية «عرفات» التابعة لبلدية بتلميت، وقرية «ملگه لمراير» التابعة لبلدية بوطلحايه في مقاطعة الركيز، جنوب غربي البلاد.
وفي قرية «عرفات» سجلت اليوم ثلاث إصابات جديدة بالفيروس، كانوا من مخالطي الفني التابع لوزارة الصحة الذي تم تشخيصه بالفيروس في مدينة كيفه قبل أيام.
بينما سجلت مصالح وزارة الصحة إصابة جديدة بالفيروس في قرية «ملگه لمراير»، وهي لدى أحد مخالطي الحالة التاسعة سبق أن تسلل من العاصمة نواكشوط.
وأكدت مصادر أمنية لمراسل «صحراء ميديا» أن عناصر من الدرك الوطني، تحت إشراف مباشر من السلطات الإدارية، باشرت إغلاق القريتين في انتظار وصول فرق من وزارة الصحة للبحث عن مخالطي الحالات الجديدة وفحصهم.
وأضافت المصادر أنه بعد عملية فحص المخالطين ستقرر السلطات الصحية والإدارية مواصلة إغلاق القريتين، أو فتحهما بعد عزل المصابين ومخالطيهم، حسب الوضعية الوبائية.
وكانت ولاية الترارزة قد سجلت أمس الخميس 10 إصابات جديدة بالفيروس، من ضمنها ثلاث إصابات من أسرة واحدة، كانوا عالقين على الحدود مع السنغال منذ أكثر من شهر، وتمكنوا من التسلل قبل ثلاثة أسابيع والوصول إلى قرية «بوطلحاية».
وأضافت مصادر أمنية أن السلطات عندما علمت بتسلل الأسرة المذكورة والتي تتكون من أربعة أفراد، جلبتها من «بوطلحاية» وأخضعت أفرادها للحجر الصحي الاحترازي في الملعب البلدي بمدينة الركيز، وتم فحصهم أمس لتتبين إصابتهم باستثناء ابنهم الأصغر.
وأكدت مصادر أمنية للمراسل أن الأسرة «لم تخالط أيا من سكان المدينة».
أما عاصمة الولاية، مدينة روصو، فقد سجلت إصابتين لدى سيدة (45 عاماً) وابنها (19 عاماً) خضعا للفحص السريع يوم الأربعاء عندما وصلا إلى المستشفى الجهوي بالمدينة، وتأكدت إصابتهما بعد الفحص المخبري أمس.
ونقل مراسل «صحراء ميديا» في روصو عن أسرة السيدة، أن المصابة وابنها خالطا مؤخراً أحد أقارب الأسرة قدم إلى روصو متسللاً من العاصمة نواكشوط، إلا أن السلطات ما تزال تعتبر أنهما حالة «عدوى مجتمعية».
وتقطن أسرة المصابيْن في أحد أكثر أحياء روصو شعبية، وهو حي «الصطاره» بالقرب من محلات تجارية هي الأكثر حركية ونشاطا في المدينة، ما جعل السلطات الصحية تكثف بحثها عن جميع المخالطين المحتملين.
وقال أحد المسؤولين الصحيين في المدينة لـ «صحراء ميديا» إنه غير متفاجئ من ظهور إصابات بالفيروس في مدينة روصو، بسبب موقعها الجغرافي ونشاطها التجاري وتنوعها الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى الخطر الذي يمثله المتسللون عبر الحدود.
ورغم أن ظهور العدوى في المدينة هيمن على أحاديث الناس، إلا أن الشوارع والأسواق ظلت محتفظة بحركيتها ونشاطها، فيما كان مستوى التقيد بالإجراءات محدوداً، خاصة فيما يتعلق بالكمامات أو ما يغني عنها.
ويخشى المسؤولون في المدينة تطور الوضع، خاصة وأن العدوى التي سجلت في المدينة هي «عدوى مجتمعية»، ما يفتح الباب أمام جميع السيناريوهات، من أبرزها إغلاق المدينة وهو ما سيلحق أضراراً كبيرة بالحركية التجارية فيها.