تواجه شركة «بريتش بيتروليوم» البريطانية أوضاعاً صعبة بسبب تقلبات الأسواق العالمية وانتشار وباء فيروس «كورونا» المستجد، أدت إلى اتخاذ سياسة جديدة من طرف الشركة للتأقلم مع الوضع، وفق ما أعلنت إدارتها المالية.
وقالت الشركة البريطانية في بيان صحفي صدر الأسبوع الماضي إن إنفاقها لهذا العام سيبلغ 12 مليار دولار، أي أقل من الإنفاق المخطط له سابقا بنسبة 25 في المائة، وذلك تماشياً مع الأوضاع في العالم.
وأضافت الشركة في البيان أنها ستخفض التكاليف بمقدار 2,5 مليار دولار بنهاية 2021 مقارنة مع العام السابق، وذلك في إطار سياسة تقشف تلتزم بها الشركة للخروج من الأزمة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة برنارد لوني في تعليق على هذه الإجراءات: «نحن نعمل على حماية الصحة المالية للشركة»، قبل أن يضيف: «ربما تكون هذه أقسى ظروف يمر بها قطاعا النفط والغاز منذ عقود، ولكنني واثق بأننا سنجتازها، فنحن نعرف ما يجب أن نفعل، وقد فعلنا ذلك في السابق».
وتضررت الشركة من حرب أسعار النفط الجارية حالياً بين السعودية وروسيا، كما تضاعفت الأضرار أمام تراجع الطلب على الخام بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد.
وتراجعت أسعار النفط في العالم إلى أدنى مستوى منذ 18 عاما وبلغ سعر البرميل نحو 20 دولاراً، بحيث بلغت نسبة الهبوط في الربع الأولى نحو 65 في المائة.
وقالت وكالات أنباء مختصة إن انهيار أسعار النفط تسبب في تراجع أسعار أسهم كبرى شركات الطاقة حول العالم، ما سيؤدي على الأرجح إلى تقلص كبير في أرباح مجموعات بينها «بريتش بتروليوم» و«شل» و«توتال» و«إكسون موبيل».
وسجلت الأسعار تراجعا بلغ 30 في المائة بعدما قررت السعودية، أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، خفضها عند التسليم في أعقاب فشل محادثات تحالف «أوبك بلاس» الذي يضمّ منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وشركاءها من ضمنهم روسيا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بريتش بيتروليوم: «نحن الآن نتحرك بسرعة وبشكل حازم لتعزيز إطارنا المالي للتصدي لظروف السوق المتقلبة والصعبة جداً حالياً».
وكانت هذه التطورات قد دفعت الشركة إلى تأجيل استلام المحطة العائمة الموجهة لحقل (آحميم) المشترك بين موريتانيا والسنغال، كما ألغت عقوداً مع شركات أخرى.