على غرار نساء العالم ، خلدت الموريتانيات اليوم الأحد اليوم الدولي للمرأة ، للمطالبة بعدالة اجتماعية تضمن لهن حياة كريمة وترفع من دورهن في المشاركة في بناء الدولة .
وزيرة الشؤون الاجتماعية والأسرة والطفولة أعطت الإشارة الرسمية لتخليد العيد من مدينة أطار ، وكشفت عن توجه حكومي لتمكين المرأة في إطار مساعيها الرامية لمشاركتها الفعالة في بناء الدولة .
وقالت الوزيرة إن قطاعها قام بإجراءات رئيسية منها وضع واعتماد مجلس الوزراء لاستراتيجيه وطنية لمحاربة العنف ضد النساء والفتيات ومراجعة الا ستراتيجية الوطنية لإضفاء الطابع المؤسسي على النوع وتفعيلها.
وأوضحت أن مجلس الوزراء سيعتمد الشهر الجاري مراجعة القانون الإطاري لمحاربة العنف ضد المرأة .
بالتزامن مع ذلك نظمت ناشطات في المجتمع المدني وقفة أمام القصر الرئاسي بالعاصمة نواكشوط ، للمطالبة بإيقاف الاغتصاب وتجريم العنف ضد النساء ، وتم خلال الوقفة رفع لافتات داعية لسجن ومعاقبة المغتصبين وعدم التستر عليهم .
منصات وسائل التواصل الاجتماعي غصت بالاحتفال بالعيد الدولي ، واعتبرت المدونة خولة الحبيب على صفحتها على “فيسبوك” أن عبارة المرأة نصف المجتمع، “تخدير جزئي” لمهمة المرأة في المطالبة بحقها المشروع في الحياة، وفق تعبيرها.
وأضافت خولة أن هذه المقولة لاتطبق على أرض الواقع بشكل يجعل المرأة والرجل سواء في المشاركة في بناء الوطن.
من جهتها طالبت المدونة والناشطة مليكة محمد الأمين، بإلغاء كافة أشكال ماوصفته ” العنف والتمييز الموجودة في القوانين الجزئية على ضوء المادة الأولى من الدستور الموريتاني والتي تنص على المساواة بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون ، مشيرة إلى أن اليوم العالمي للمرأة “ليس عيدا وليس إجازة هو فرصة لنؤكد فيها على تمسكنا بنضالنا” .
في هذا السياق قالت المدونة حنان حمدي، “أتمنى أن تتحقق المساواة التامة بين الرجل والمرأة بكافة المجتمعات لأن دور المرأة ضروري في التنمية العالمية”.
وذهبت المدونة ميمونه بنت الدولة إلى أن الاحتفال بهذا اليوم بالنسبة للمرأة الموريتانية في غير محله، “مادامت المرأة تعاني من الختان والزواج المبكر وعدم القدرة على الولوج للأماكن السياسية العليا ومركز القرار “.
واعتبرت الناشطة السياسية والإعلامية، منى الدي ، أن اليوم العالمي للمرأة ليس مناسبة اجتماعية عاطفية ” بل هو العيد الدولي لتمكين المرأة و استقلاليتها و تخليد لمؤتمراتها النضالية من أجل نيل الحقوق و المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع ” .
وأضافت أن خطأ يقع فيه الكثير من الرجال عند تهنئة المرأة بعيدها باعتبارها أمًا أو أختا أو زوجة، مخاطبة الرجل ” هنئني باعتباري كائنا مستقلا ندا للرجل في كل مجال من مجالات الحياة يتقاسم معه الأعباء و يجني معه المكاسب و يتحمل معه نصف المسؤولية و اتركني من اعتباري جزءا منك على الأقل في مثل هذه المناسبة ” .
وشاركت وزيرة المياه والصرف الصحي تغريدة للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، مطالبة المرأة الموريتانية بمضاعفة جهودها في سبيل تحقيق الوصول لمكانتها المناسبة في تعهدات الرئيس.
شكرا سيادة الرئيس.
أتمنى كذلك أن تبادر المرأة الموريتانية بدورها إلى مضاعفة الجهود في سبيل تحقيق الوصول لمكانتها المناسبة في تعهدات الرئيس. https://t.co/bZHIH74RBd— Naha Mouknass (@NahaMouknass) March 7, 2020
وأصدرت نساء تواصل بالمناسبة بيانا يطالبن فيه ” بضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية إزاء الانفلات الأمني وانتشار حالات القتل و الاغتصاب في صفوف الفتيات والنساء ونبهن على المعاناة الناجمة عن ارتفاع الأسعار الذي يهدد الأسر الموريتانية بشكل عام وخاصة الأسر التي تعيلها النساء، و التي هي للأسف في حالة تزايد، إضافة إلى هشاشة المنظومة التعليمية “، وفق البيان.