احتفت حركة “الحر” ، أمس الجمعة بمرور 42 سنة على تأسيسها ، وهي حركة مهتمة بالدفاع عن حقوق “الأرقاء السابقين” ، وقادت نضالات لتجريم العبودية في القانون الموريتاني ،وتطالب الحركة بإشراك “الحراطين” ، وظلت حتى وقت قريب تحدد الاتجاهات السياسية لأفراد هذه الطبقة.
بعد دخول البلاد التعددية السياسية ، وترخيص الأحزاب ، وتأسيس قادة في الحركة لأحزاب سياسية ودخولهم البرلمان الموريتاني ، وصعود قيادات جديدة من “الحراطين” ، تناقص دور الحركة ، ولايزال النقابي الساموري ولد بي الذي يحتفظ برئاسة الحركة ويقيم ذكراها السنوية ، وقال في خطاب له أمس في مهرجان بدار الشباب القديمة إن الحركة منذ تأسيسها تطالب بدولة عادلة، يتساوى فيها جميع الموريتانيين بمختلف مكوناتهم.
ولد بي طالب الدولة الموريتانية بالسهر على مصالح الشعب الموريتاني دون إقصاء أو تمييز، فحركة الحر تعمل على مشاهدة دولة نقية لاتوجد فيها الممارسات البعيدة، وفق تعبيره.
ودعا ولد بي الموريتانيين إلى التفاعل معهم من “أجل دولة موحدة تصان فيها الحريات و تضمن حقوق المواطنين”، وفق تعبيره.
ويصادف يوم 5 مارس ذكرى تأسيس حركة “الحر”، التي أسست من طرف مجموعة من مناضلي “الأرقاء السابقين” ، ومن أبرزهم مسعود بلخير ، ومحمد ولد الحيمر ، وبلال ولد ورزك ، ومحمد ولد مسعود ، وبوبكر ولد مسعود ، وبدأت كحركة سرية وسجن أفرادها 1979 وتمت محاكمتهم في روصو.
وتعد الحركة مرحلة مفصلية من نضال الأرقاء السابقين «الحراطين» وكانت قضية العبودية في موريتانيا ،مطلبا للحركات اليسارية،قبل أن تتبناها حركة “الحر” وفرضت نفسها كطرف في الساحة السياسية وأثارت موضوع العبودية ليصبح مطلبا بعد ذلك لعدة حركات حقوقية .
وفي عام 91 تجلت زعامة الحركة في مسعود ولد بلخير إبان ترشحه لبلدية نواكشوط، ورشح من طرف جماعات معارضة وظهر كشخصية سياسية يحمل خطابا حقوقيا، ووسع مسعود قاعدة الحر ، بصفته أول زعيم يفرض نفسه دون تعيين ،وأول زعيم من طبفة “الأرقاء السابقين” يترشح للرئاسة عام 2003 وترأس البرلمان في سنة 2007 ، كما قلب موازين الرئاسة في انتخابات 2007 ،حين قرر دعم المرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله، الذي سيتولى رئاسة البلاد ضد المرشح أحمد داداه.
و قال مسعود ولد بلخير عام 2008 إنه لم يعد موجودا من قيادات “الحر والحراطين” سوى ما هو منضو فى حزبه التحالف الشعبي التقدمي.
ولايزال الأمين العام للكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا الساموري ولد بي، يحتفظ بالمتبقي من حركة “الحر” ، ويدعو سنويا لتخليد تأسيسها ، ويكرر المطالب التي رفعها المؤسسون.