عاشت موريتانيا خلال الأيام الستة الماضية اضطراباً قوياً في خدمة الانترنت بسبب خلل في الكابل البحري، تخللته ساعات انقطعت فيها الخدمة بشكل نهائي أدخلت البلاد في عزلة تامة، ولكنها سرعان ما عادت وإن بوتيرة ضعيفة جداً.
ولكن ما يشغل بال الموريتانيين هو عدم تحديد موعد لإصلاح هذا الخلل، فقد قال مدير المركز الفني للكابل البحري بموريتانيا محمد المختار حسني، في تصريح لـ «صحراء ميديا» إنه لا يمكن إعطاء موعد محدد لإصلاح العطب، مشيراً إلى أن العمل جار لإصلاحه في أسرع وقت ممكن.
وأضاف ولد حسني في حديثه مع «صحراء ميديا» أن الأمر يتعلق بوصول الباخرة القادمة من بريطانيا، إضافة إلى التغيرات المناخية وحالة المحيط.
وشرح ولد حسني العمل الذي تم مشيراً إلى أنهم في المركز لاحظوا يوم الخميس الماضي (27 فبراير الماضي) انقطاعا «كليا» لكل الاتصالات التي تمر عبر محطة الكابل البحري (ACE) في نواكشوط، وقال: «قمنا بالإجراءات اللازمة لتحديد مكان الخلل، وحددناه على بعد 25,2 كلم من المحطة بنواكشوط».
وأضاف أنه «تم إرسال المعلومات إلى الجهات المكلفة بالصيانة (ASN) التي تأكدت بدورها من المعلومات المرسلة، ثم جرى الاتصال بالهيئة المكلفة بصيانة الكابل البحري في المقطع الذي يضم إضافة إلى بلادنا كلاً من فرنسا والبرتغال وإسبانيا والسنغال».
وأوضح ولد حسني أنه بعد الاتصال بهذه الهيئة «قررت إرسال باخرة من المملكة المتحدة (بريطانيا)، وهي الآن في طريقها إلى نواكشوط».
وأضاف ولد حسني: «أود أن أقول للمواطنين إن الكوابل البحرية معرضة دائما للقطع، خصوصا إذا كانت في مناطق صخرية، وتشهد أنشطة صيد معتبرة، والموريتانية للإتصالات الدولية قامت بكل ما يلزم من أجل استجلاب الباخرة الفنية بسرعة ولله الحمد».
وختم ولد حسني حديثه مع صحراء ميديا بالقول: «نقدر عاليا تجاوب الحكومة مع طلباتنا من خلال إعطاءها وبسرعة فائقة ترخيصا للباخرة بدخول المياه الإقليمية الموريتانية، رغم أنه قد لا يكون متوفرا بهذه السرعة في بلدان أخرى».
وكان فنيون مختصون في مجال الكوابل البحرية قد أكدوا أن الباخرة غادرت المملكة المتحدة صباح الأحد الماضي، وتقضي ليلة الاثنين/الثلاثاء في مدينة بريست الفرنسية حيث ستقتني أدوات ومعدات لإصلاح الكابل البحري، قبل أن تبدأ رحلتها نحو المياه الإقليمية الموريتانية، التي قد تأخذ قرابة أسبوع وفق بعض التقديرات.
وأضاف هؤلاء الخبراء أنه من الراجح أن تصل هذه الباخرة إلى مكان الخلل يوم 10 مارس الجاري، فيما ستجري عملية الإصلاح في غضون خمسة إلى ستة أيام.
وكانت شركة «موريتل» المزود الأول بخدمات الانترنت في موريتانيا، قد لجأت إلى كابل قادم من دولة مالي المجاورة، تابع لمنظمة استثمار نهر السنغال، وذلك من أجل توفير خدمة الانترنت بشكل احتياطي وبسرعة أقل من المعتاد.
ولكن الكابل الأخير واجه مشاكل كبيرة صباح أمس الاثنين، ووردت أنباء تشير إلى تعرضه لانقطاع داخل الأراضي المالية، وهو ما لم تؤكده حتى الآن أي جهة رسمية.