حث مؤتمر علماء أفريقيا المنعقد في نواكشوط، منذ ثلاثة أيام، واختتمت أشغاله اليوم الخميس، على ضرورة إعداد خطة متكاملة فاعلة ومندمجة ومستوعبة للتراث الإنساني الإفريقي للتصدي للتطرف والاحتراب والجريمة العابرة للحدود.
وشدد المؤتمر المنظم من طرف منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في بيانه الختامي الذي جاء تحت عنوان «إعلان نواكشوط»، على ضرورة تطوير مناهج التفكير، وآليات العمل وفق وسائل مبتكرة سلمية ومشروعة.
وتضمن البيان الختامي توصيات من ضمنها مد مزيد من جسور التعاون بين الأديان والثقافات، أوبين رجال الدين والفاعلين في المجالات الإنسانية والحقوقية على ضوء مبدأ “تحالف القيم” و”الجوار الانساني”.
وطالب المنتدى بإعادة الاعتبار لفكر التسامح الديني، والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب استلهاماً للمبادئ الإنسانية العالمية، وقيم قارتنا السمراء، وتجسيدا للرسالة السامية التي أرستها صحيفة المدينة المنورة و تفعيل ميثاق حلف الفضول الجديد وإبراز خصوصيته وما يحتويه من القيم والفضائل، ويفتحه من أفاق واعدة للتعايش وتوحيد الناس على أساس “التعارف” و”التعاون” و”الإخوة الإنسانية”
ودعا لاستلهام التقاليد العظيمة والممارسات الاجتماعية النبيلة التي يزخر بها التراث الثقافي والفني الإفريقي في مجال تعزيز قيم السلم والتسامح والتعايش، وفض النزاعات بطرق سلمية، كما تجسّده جلسات الحكمة تحت ظل شجر الدوم الباوباب الإفريقية لتدبير الاختلاف بن المزارعين والرّعاة، وفق البيان.
وأكد البيان على ضرورة الاسترشاد بالنماذج المجتمعية المعاصرة مثل نموذج أبونتو في جنوب إفريقيا في مجال المصالحة، ونموذج دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التّسامح.
ودعا البيان للخروج من حالة الاضطراب والاحتراب التي “تسود بعض مجتمعاتنا الإفريقية وما تخلفه من دماء وأشلاء؛ حيث ” لا يدري الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ” [كما في الحديث النبوي الشريف].
وشدد على ضرورة وضع اعتبار للدول الوطنية القائمة نظما شرعية لها من الاحترام والمشروعية ما للكيانات السياسية التي كانت قائمة في التاريخ الإسلامي، بناء على ميزان المصالح والمفاسد الذي عليه مدار أحكام الشرع و الإيمان بوجوب تكاثف جهود جميع أبناء القارة من أجل مكافحة الاحتراب والتطرف الذي يعتبر آفة العصر ومرضه العضال والتصدي الفكري له.