بعد أيام من الترقب لمعرفة هوية المحافظ الجديد للبنك المركزي الموريتاني، فاجأ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الجميع حين اختار وزير الاقتصاد والصناعة لهذا المنصب، فمن هو هذا الرجل الذي عاش أغلب مساره المهني داخل أروقة البنك المركزي ؟
ولد مولاي الطاهر من مواليد مدينة النعمة، في أقصى الشرق الموريتاني، أكتوبر 1964، كان هو الأول على دفعته عام 1987 من كلية العلوم القانونية والاقتصادية بجامعة نواكشوط، التي حصل منها ذلك العام على شهادة المتريز في العلوم الاقتصادية.
حصل بعد ذلك على دكتوراه السلك الثالث في النظام الأكاديمي القديم عام 1990، من كلية العلوم الاقتصادية والتسيير بتونس، ليحصل عام 1998 على دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في المجالات الدبلوماسية والدولية والأوروبية من كلية العلوم السياسية أوفيرن بفرنسا، وفي نفس العام نال دبلوم السلك الثالث من الدراسات العليا في تسيير السياسات الاقتصادية، من مركز الدراسات والأبحاث حول التنمية الدولية التابع للمركز الوطني للأبحاث العلمية، كليرمونت-فيراند (فرنسا).
بعد مساره العلمي، تقلب ولد مولاي الطاهر في العديد من المناصب من أبرزها شغله لمنصب وزير التشغيل والدمج والتكوين المهني خلال حكم الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله (2007-2008)، كما تقلد مناصب أخرى هامة من ضمنها المدير التنفيذي لمجلس إدارة صندوق النقد العربي، ومحافظ خلف للبنك الإسلامي للتنمية، ومحافظ خلف للبنك الإفريقي للتنمية.
ولكن أغلب محطات المسار المهني لولد مولاي الطاهر كانت في البنك المركزي الموريتاني، حيث تدرج من رئيس مصلحة الدراسات والتأشيرات إلى المدير المساعد للدراسات الاقتصادية ثم المدير المكلف بميزان المدفوعات والمديونية.
وتم تعيينه عام 2008 مستشاراً مكلفاً بمهمة لدى محافظ البنك المركزي، قبل أن يعين في منصب المدير العام للأسواق وتسيير السيولة في البنك عام 2009، وبقي في هذا المنصب حتى عام 2014، عندما تم تعيينه في منصب المحافظ المساعد للبنك، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى تم تعيينه أغسطس الماضي وزيراً للاقتصاد والصناعة.