تستعد العاصمة البريطانية لندن، يوم الاثنين المقبل، لاحتضان قمة بين المملكة المتحدة ودول أفريقيا، مخصصة لموضوع الاستثمار في أفريقيا، يشارك فيها وفد موريتاني رفيع المستوى سيقوده الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وفيما تستعد الدول الأفريقية لهذه القمة التي تهيمن عليها الملفات الاقتصادية، تسعى موريتانيا إلى استغلالها من أجل تعزيز الشراكة التي تربطها بالمملكة المتحدة في مجالات متنوعة، من أبرزها الطاقة والمعادن.
القمة التي ستنظم من طرف الوزير الأول البريطاني بوريس جونسون، ستشارك فيها مؤسسات ومعاهد دولية وقادة من العالم أجمع، من ضمنهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وفق ما أكدت مصادر شبه رسمية لـ «صحراء ميديا».
وقال سفير المملكة المتحدة في موريتانيا سيمون بايدون في تصريح لـ «صحراء ميديا» إن الشراكة القائمة بين موريتانيا والمملكة المتحدة تهدف إلى تحقيق «الرفاه المتبادل»، مشيراً إلى أن المملكة تقدم خبرتها لمساعدة موريتانيا.
وأضاف السفير: «المملكة المتحدة تعمل بالشراكة مع موريتانيا على تنفيذ برنامج تنموي واقتصادي من أجل الرفاه المتبادل دعماً للتنمية المستدامة والشاملة، التي تحترم المناخ».
وأوضح الدبلوماسي البريطاني أن بلاده «بفضل خبرتها في مجال التمويل الأخضر والطاقة المتجددة، وعائدات وتسيير مشاريع البنية التحتية، فإنها تتطلع لمساعدة موريتانيا لتكون قبلة من المستوى الأول للتجارة والتبادل».
ودشنت المملكة المتحدة أول سفارة لها في موريتانيا أكتوبر من عام 2018، فيما وصلت الاستثمارات البريطانية إلى مستويات غير مسبوقة في موريتانيا، خاصة في مجال الطاقة عبر دخول شركات بريطانية في مجال التنقيب واستقلال حقول الغاز الموريتانية، على غرار شركة بريتش بيتروليوم التي تستغل عدة حقول موريتانية.
وتسعى موريتانيا من حلال مشاركتها القوية في القمة المرتقبة إلى تعزيز الشراكة مع المملكة المتحدة، وتوسيعها لتشمل مجالات جديدة.
في غضون ذلك تسعى القمة إلى أن تكون فرصة لتعزيز الشراكة بين المملكة المتحدة وجميع البلدان الأفريقية، «من أجل بناء مستقبل آمن ومزدهر لجميع المواطنين البريطانيين والأفارقة»، على حد تعبير مصدر تحدث لـ «صحراء ميديا».
وأضاف ذات المصدر أن «اللقاء رفيع المستوى الذي يسعى إلى عرض وتقديم حجم وجودة الفرص التجارية في القارة، فإنه سيعبئ استثمارات جديدة جوهرية لخلق فرص العمل وتحفيز النماء المتبادل».
من جهة أخرى تسعى القمة إلى دعم خلق فرص العمل في القارة وتعزيز التنمية الاقتصادية لأفريقيا، كما تتطلع الحكومة البريطانية لأن تكون القمة «خطوة أولى نحو تحقيق هدف المملكة المتحدة المتمثل في أن تكون أكبر مستثمر من بين مجموعة السبعة (G7) في أفريقيا».
وتحظى هذه القمة الأولى من نوعها في المملكة المتحدة خلال السنوات الأخيرة، باهتمام رسمي كبير من طرف الحكومة البريطانية، التي ستعمل خلالها على تقديم مستوى الجودة العالية والحجم الكبير لاستثمارات الملكة، وخاصة مدينة لندن، التي تعد مركزا عالميا للاستثمارات الدولية عالية الجودة، كما أن القمة ستقدم للأفارقة منصة لعرض فرص الاستثمارات في بلدانهم.
ومن المنتظر أن تشارك في القمة مؤسسات مالية دولية على غرار البنك الدولي، البنك الأفريقي للتنمية وصندوق النقد الدولي، وستعرض محفظاتها وتطلق مبادرات لتعزيز مستوى الاستثمارات في أفريقيا.