أعلن تجمع الكفاءات الموريتانية بالمهجر، خلال اختتام النسخة الثالثة من مؤتمره بنواكشوط مساء أمس السبت، أن النسخة الرابعة التي ستقام بداية العام المقبل (2021) ستكون خاصة بالتعليم.
وقال منسق فريق عمل المشروع المهندس شغالي جعفر، خلال اختتام أشغال المؤتمر الثالث أمس، إن الجميع في موريتانيا متفقون على أن التعليم يعاني الكثير من المشاكل، واصبح في صلب النقاش العام بمورتيانيا.
وأضاف أن ذلك جعلهم في تجمع الكفاءات الموريتانية بالمهجر يرفعون التحدي ويعلنون منذ الآن أن نسخة العام المقبل من المؤتمر ستخصص لمناقشة قضية التعليم، ودعا الجميع للاستعداد لهذا النقاش، والشروع في التحضير للمؤتمر من اليوم، على حد تعبيره.
وكانت النسخة الثالثة من مؤتمر الكفاءات الموريتانية بالمهجر قج ناقشت اقتصاد المعرفة، وشهدت الجلسة قبل الختامية مساء أمس نقاشاً حول أهمية اقتصاد المعرفة وكيف يمكن الموريتانيا أن تستفيد منه.
وفي هذا الإطار طرحت الكثير من الاقتراحات من طرف خبراء ومختصين شاركوا في النقاش، من ضمنهم الدكتور سعد بوه ولد الركاد الذي طالب بضرورة إنشاء «قطاع زاري مكلف بتقنية المعلومات والاقتصاد الرقمي، فلا ينبغي إسناد هذا القطاع إلى وزارة متعثرة أصلاً»، في إشارة إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وطالب ولد الركاد بضرورة «خلق المزيد من معاهد التكنولوجيا في مجال المعلوماتية»، مشيراً إلى أن ذلك سيمكن في ظرف سنوات قليلة من تخريج مئات المهندسين الموريتانيين القادرين على الإبداع وإدخال البلاد في عصر اقتصاد المعرفة.
كما شدد الأستاذ الجامعي على ضرورة «وضع إطار مؤسسي يربط كفاءات الخارج والدولة»، واضاف في هذا السياق: «لم أر الحضور الرسمي في مثل هذا النوع من المبادرات، كما لم أجد القطاع الخاص»، موضحاً أنه من أجل الخروج بنتائج مهمة لا بد من حضور ثلاثة فاعلين مهمين: الحكومة، القطاع الخاص، الموريتانيين في الخارج.
وخلص ولد الركاد إلى المطالبة بضرورة أن يعمل تجمع الكفاءات الموريتانية بالمهجر على إنشاء قاعدة بيانات شاملة ودقيقة لكافة الكفاءات الموريتانية بالخارج، وليس فقط من ينضم لهم، والعمل على إنشاء مؤسسة حقيقية وتعزيز شبكة العلاقات بين الموريتانيين في الخارج والداخل.
أما المهندس محمد ولد محمد الأمين، الرئيس التنفيذي لشركة (أليس)، فقد حث الشباب الحاضرين على ضرورة أن يركزوا على «الإبداع»، مشيراً إلى أن على الموريتانيين تجاوز خوفهم من الفشل وأن يبحثوا عن المتعة والإبداع فيما يودون القيام به.
وقال ولد محمد الأمين الذي أسس شركة (أليس) في فرنسا، لتتوسع بعد ذلك إلى المغرب ثم موريتانيا ثم سويسرا، إن «كل الاقتصادات الكبرى في العالم، ليس من بينها أي اقتصاد يعتمد على المواد الأولية، وإنما على اقتصاد المعرفة وخلق القيمة المضافة».
وأكد ولد محمد الأمين على ضرورة أن تتجه موريتانيا نحو اقتصاد المعرفة وخلق القيمة المضافة، مشيراً إلى أن موريتانيا ستظل تبيع حديدها وسمكها للعالم بثمن بخس لتشتري مواد أخرى تحتاجها ولكن بأسعار غالية، موضحاً أن هذه المواد التي يشتريها الموريتانيون هي نتاج «اقتصاد المعرفة».
أما الدكتور يوسف اليدالي فقد أكد في مداخلته أن القطاع البنكي الموريتاني ما يزال عاجزاً عن مواكبة تحول البلاد نحو اقتصاد المعرفة، ولكنه اعتبر في الوقت نفسه أن التحويلات المالية التي يقوم بها الموريتانيون في الخارج ما تزال هي الأخرى غير منظمة ولا تساهم بالشكل المطلوب في تحسين أوضاع الاقتصاد.
وطالب في هذا السياق بضرورة أن يتوجه الموريتانيون إلى إطلاق مبادرات ومشاريع مبنية على «التمويل التشاركي»، يساهم في تمويلها موريتانيون في الخارج كانوا يحولون أموالهم لتستهلك في متطلبات يومية، ولكن عبر هذه المشاريع ستكون هذه الأموال نشطة ومتحركة وقادة على إنعاش الدورة الاقتصادية في البلد.
وفي الجلسة الختامية للمؤتمر كرم تجمع الكفاءات الموريتانية بالمهجر المساهمين في تنظيم المؤتمر، وتعهد بإصدار بيان يتضمن ملخصاً للجلسات والنقاشات التي شهدتها ثلاثة أيام من المؤتمر.