أطلقت هيئة الساحل للدفاع عن حقوق الإنسان ودعم التعليم، أمس الخميس، حملة لمناهضة خطاب الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار (يز الكراهية) والتي تعني يكفي من الكراهية.
وبدأت هيئة الساحل حملتها بندوة ناقش فيها باحثون وخبراء أسباب انتشار خطاب الكراهية في أوساط الموريتانيين الناشطين على الفيسبوك ودوافعه، بالإضافة إلى سبل مواجهته.
وافتتحت الهيئة مقهى سمته (مقهى يز كراهية)، شهد تنظيم الندوة التي تضمنت محاور متعددة من بنيها «تعريف خطاب الكراهية وأسباب تفشيه» قدمه رئيس الهيئة إبراهيم بلال، وتفكيك مكونات خطاب الكراهية: الأبعاد والخلفيات وسبل التعامل معه، وقدمتها الباحثة فاطمة انجيان.
كما تضمنت الندوة محور «مصادر إنتاج خطاب الكراهية: صانعو السياسات وخطاب الكراهية»، وقدمه الأستاذ: المصطفى اكليب، وأي سبل لنشر خطاب متزن ضد الكراهية، وقدمه الأستاذ أحمد طالب، ودور في مكافحة خطاب الكراهية تعزيزا للتماسك الاجتماعي، وقدمه الإعلامي عبيد إميجن.
وقال مدير الحملة التنفيذي المعلوم أوبك إن الحملة تأتي بسبب ما تعرفه منصات التواصل الاجتماعي في موريتانيا من «موجة خطيرة من التعصب والعنف القائم على الكراهية».
وأضاف ولد أوبك أن «تعالي خطاب الكراهية أصبح يثير القلق»، مشيراً إلى أن هذا خطاب الكراهية «ليس موجهاً إلى المجموعات العرقية فحسب، بل نحو كلّ من يُزعم أنه (آخر) بجميع تمظهراته»، وفق تعبيره.
وأكدت هيئة الساحل التي تنشط في مجال حقوق الإنسان وتوعية المجتمع والتعليم، على أهمية أن يشارك الجميع في الحملة «لأن خطاب الكراهية يقوض التماسكَ الاجتماعي وينال من القِيَم المشتركة، ويصيب الوَحدة الوطنية والاستقرار والتنمية المستدامة بانتكاسة».
وخلصت هيئة الساحل إلى التأكيد على أن هدف الحملة هو «توعية الرأي العام بضرورة التصدي لخطاب الكراهية وإيجاد حلول فاعلة لمناهضته، بما في ذلك التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ومعرفة الطرق الناجعة لاستخدامها».
وشددت على ضرورة «نشر ثقافة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع وأطيافه المختلفة، وبيان مخاطر خطاب الكراهية والتطرف وآثاره المدمرة على التماسك المجتمعي، وإبراز دور القوانين لحماية المواطنين من خطاب الكراهية، وتكثيف الجهود بغية القضاء على سائر أشكال العنصرية والكراهية وما يتصل بذلك من تعصب».
ودعت الهيئة الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص ووسائل الإعلام وجميع الفاعلين جميعاً لتحمل المسؤولية الملقاة على عواتقهم لمجابهة خطر خطاب الكراهية ونشر خطاب التسامح والتقبل الآخر على أرضية الحوار البناء والنقاش المثمر.