أعلنت مفوضية الانتخابات في غينيا بيساو، اليوم الأربعاء، فوز رئيس الوزراء السابق عمر سيسوكو إمبالو بالانتخابات الرئاسية من الشوط الأول، فمن هو هذا الرجل الذي يرتدي الكوفية العربية واسمه «عمر المختار».
لقد نجح الرجل ذو الخلفية العسكرية في حسم الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية الذي نظم يوم الأحد الماضي، حين حصل على 54 في المائة من أصوات الناخبين.
يدعى رئيس غينيا بيساو الجديد «عمر المختار سيسكو إمبالو»، وهو من مواليد سبتمبر 1972، يبلغ من العمر 47 عاماً فقط، أي أنه أصبح واحداً من أصغر القادة في أفريقيا والعالم، وهو الذي سبق أن تولى رئاسة الوزراء في الفترة من نوفمبر 2016 وحتى يناير 2018.
ينحدر «إمبالو» من والد غيني وأم مالية، وهو كثيراً ما يتحدث عن أصول لديه من بوركينا فاسو، مقدماً نفسه على أنه يجسد الفضاء الغرب الأفريقي، مع امتداد عربي إسلامي، وهو من يحمل في اسمه الكامل «عمر المختار»، المجاهد الليبي المعروف.
درس «إمبالو» في المعهد العالي للعلوم الاجتماعية والسياسية بالجامعة التقنية في مدينة لشبونه (البرتغال)، حاز منها على شهادة في العلاقات الدولية، كما أنه تحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من معهد الدراسات الدولية بمدريد (اسبانيا)، ثم بعد ذلك على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة كمبلوتنسي بمدريد.
تقول المصادر إن «إمبالو» يتحدث بعدة لغات منها الاسبانية والبرتغالية والفرنسية والعربية، ويقدم نفسه على أنه مختص في منطقة الشرق الأوسط، ومهتم كثيراً بالعالم العربي وما يجري فيه، وسبق أن ظهر في أنشطة رسمية وهو يرتدي الكوفية العربية.
شغل «إمبالو» مسؤوليات مختلفة في بلاده، منها وزير دولة ووزير للشؤون الأفريقية والشرق الأوسط والتعاون، إضافة إلى توليه منصب مستشار لأغلب رؤساء غينيا بيساو أثناء العقدين الأخيرين، هذا بالإضافة إلى عمله في المؤسسة العسكرية وبحوث قام بها في مجال الدفاع والأمن، وحمل رتبة جنرال في الجيش رغم صغر سنه.
ولكن الرئيس الشاب الذي يراهن على خبرته العسكرية والأكاديمية، سيجد نفسه أمام تحديات كبيرة، في مقدمتها الأزمة السياسية التي تشهدها غينيا بيساو منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي يعيشها البلد الفقير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 1,6 مليون نسمة ولا يملك موارد هامة.
وتملك غينيا بيساو تاريخاً طويلاً من العنف السياسي، وهي التي استقلت عام 1974 عن البرتغال، وشهدت منذ ذلك الوقت تسع انقلابات عسكرية بعضها نجح وفشل أغلبها، ما أضاع على البلد الكثير من الوقت وتسبب في انتشار الفقر.
وخلال الفترة الممتدة من 2014 وحتى 2019، أي فترة حكم الرئيس المنتهية ولايته جوزي ماريو فاز، تعاقب سبعة أشخاص على منصب الوزير الأول ولكنهم فشلوا جميعهم في إحداث استقرار سياسي، بمن فيهم «إمبالو»، هل ينجح كرئيس في المهمة التي فشل فيها وزيراً أول.