أفادت مصادر خاصة لـ «صحراء ميديا» أن رئيس لجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم سيدنا عالي ولد محمد خونه ونائبه بيجل ولد هميد، التقيا مساء أمس الثلاثاء بالرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في منزله بنواكشوط، في إطار «وساطة» لتسوية أزمة الحزب الحاكم قبل انعقاد مؤتمره نهاية دجمبر الجاري.
وأكدت المصادر أن اللقاء بين ولد عبد العزيز والرجلين المقربين منه، استمر لعدة ساعات، وأنه انتهى الساعة الواحدة قبل الفجر، وكانت تتمحور النقاشات بينهم حول آلية تسوية الأزمة التي بدأت عندما أصر ولد عبد العزيز على لعب دور سياسي في الحزب الحاكم رغم خروجه من السلطة.
وأوضحت المصادر أن الرجلين حاولا إقناع ولد عبد العزيز بمخرج يضمن له الاحتفاظ ببعض المكانة، ولكن شرط القبول بموقعه كرئيس سابق دون أن يتمتع بأي صفة قيادية أو توجيهية في الحزب الحاكم، وأن يتوقف عن تحركاته السياسية.
ولكن ولد عبد العزيز رفض بشكل قاطع التوصل لأي مخرج، وأكد أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لم يلتزم باتفاق سياسي بينهما، وأنه هو مؤسس الحزب الحاكم ومرجعيته وسيتصرف بناء على ذلك، مشدداً على أنه لن يقبل بإخراجه من المشهد السياسي.
وأكدت المصادر أن المؤشرات توحي بفشل الوساطة التي قادها ولد محمد خونه وولد هميد، والتي يمكن وصفها بأنها آخر وساطة في هذا الاتجاه، وهي التي تأتي بعد لقاء بيجل ولد هميد مع ولد الغزواني الأسبوع الماضي، عرض فيه ولد هميد أن يقود الوساطة فلم يبد ولد الغزواني أي اعتراض على ذلك.
ولم تكن هذه هي أول وساطة من نوعها في هذا الاتجاه، إذ سبق أن التقى المدير الحالي لشركة سنيم المختار ولد اجاي عدة مرات بولد عبد العزيز، قبل الاجتماع الذي عقدته لجنة تسيير الحزب الحاكم وحضره ولد عبد العزيز منتصف شهر نوفمبر الماضي.
ولد اجاي الذي التقى عدة مرات آنذاك بكل من ولد الغزواني وولد عبد العزيز، حاول أن يثني الأخير عن محاولة لعب أي دور سياسي في الحزب الحاكم، ولكن ولد عبد العزيز رفض ذلك بقوة وأصر على التمسك بالحزب.
وأمام فشل الوساطات التي قام بها مقربون سياسياً من ولد عبد العزيز، تتجه الأمور نحو فرض الأمر الواقع على الرجل، وذلك من خلال المؤتمر الوطني للحزب، من خلال تشكيل قيادة جديدة للحزب تكون من الدائرة الحاكمة الجديدة.