نظم اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، أمسية تأبينية، أمس الأحد بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الشاعر الشيخ ولد بلعمش، وسط حضور كبير من كبار الشخصيات الأدبية والسياسية، وجمع غفير من أصدقاء الراحل ومحبيه..
واستهلت الندوة بكلمة اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، ألقاها رئيسه محمدو ولد احظانا، الذي قال إن تجربة الشاعر الشيخ ولد بلعمش تشبه النجم الساطع، أطل فأضاء ثم اختفى، مضيفا« لم يكن الراحل مصابا بانفصام الشخصية أبدا، بل كان شجاعا في مواطن الشجاعة، متقنا لعمله، نصيرا للقضايا العادلة، وكان الرحيل عُنوانا لحياته».
أما عبد الله السيد، الذي ألقى كلمة “بيت الشعر” فقال كنت أحب أن يكون عنوان الأمسية “الاتحادُ يحيي الشاعر الشيخ ولد بلعمش، لا أنه يحيي ذكراه لأننا نحب أن ننسى ذلك الرحيل المؤلم”.
محمد الأمين ولد النهاه، عضو اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، قال عن المرحوم” عرفته ثائرا داعيا إلى العدل والمساواة والإنصاف والرحمة، وقد أبى الحديث عنه إلا أن يكون شعرا…”.
محمد الأمين ولد بلعمش، شقيق الراحل، ألقى كلمة الأسرة، فشكر الحضور ووزارة الثقافة، ممثلة في وزيرها السابق سيدي محمد ولد محم والحالي سيدي محمد ولد غابر، على نشر الديوان، الذي حمل الرقم واحد بين المجموعات الشعرية التي ستنشرها الوزارة.
الشاعر التقي ولد الشيخ قال في كلمته بالمناسبة”أرجو أن يكون القبول الذي وضع الله تعالى للشيخ دالا على محبة الله تعالى له ورضاه عنه، لأنه تعالى إذا أحب عبدا وضع له القبول بين الناس”.
وأكد ولد الشيخ أن المعاصرة لا تمنع المناصرة، و”قد كنت نصيرا للمرحوم حين لمست من لجنة تحكيم مسابقة شاعر الحرية ظلما له أو هكذا خيل إلي”.
بعد ذلك ألقى الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله ورقة علمية عن شعر المرحوم الشيخ ولد بلعمش، قال في مستهلها: كان ديوان الشيخ ولد بلعمش مجرد عتبة لنهر من الإبداع.. لم تقيده أي مدرسة أدبية ولا أيديولوجية، بل ربط شعره بالإنسان..
وقدم ولد سيدي عبد الله نماذج من ملامسة شعر الراحل لهموم المستضعفين ووقوفه إلى جانب المظلومين.
بعد ذلك تتالت القراءات الشعرية، الفصيحة والشعبية في رثاء المرحوم، وكان من بين هؤلاء، إسماعيل ولد محمد يحظيه، والتاه ولد ابته، ومحمد ولد التجاني، وصدام ولد النون، وجدو ولد سيدي.