دخل عمال شركة «أفروبورت» التي تسير مطار نواكشوط الدولي، أمس الاثنين، في إضراب عن العمل تسبب في تعطل الكثير من خدمات المطار، فيما غادرت عدة رحلات دون أن تحمل أمتعة المسافرين، وفق ما أكدت مصادر من داخل المطار لـ «صحراء ميديا».
ويحتج العمال المضربون على عدم وفاء الشركة بالتزامات تعهدت بها في مفاوضات سابقة، وتقدم العمال شهر سبتمبر الماضي بعريضة مطلبية تتضمن تحسين ظروف عملهم وزيادة رواتبهم وتخفيض الضرائب المجحفة التي تطبق عليهم.
كما يطالبون بضرورة مراجعة آلية السلم الوظيفي في الشركة، التي يقولون إنها لا تعتمد معايير واضحة، هذا بالإضافة إلى انتظام دفع العلاوات التي يشملها عقد العمل، وصرفها كاملة، وتوسيع التأمين الصحي ليشمل أفراد أسرة العامل.
وسبق أن دخل عمال الشركة في إضراب منتصف شهر سبتمبر الماضي، وتسببوا في تأخير العديد من الرحلات الجوية، وذلك من خلال تأخير تحميل الأمتعة لمدة ثلاثين دقيقة.
وبعد اتصالات رسمية أجرتها الحكومة أرغمت الشركة آنذاك على فتح باب المفاوضات مع العمال، وتعهدت لهم بتسوية مطالبهم قبل 30 نوفمبر الماضي، وتجدد الإضراب أمس الاثنين بسبب عدم وفاء الشركة بالتزاماتها.
وقالت مصادر عمالية لـ «صحراء ميديا» إن الشركة اتخذت إجراءات لمنع الإضراب، وذلك من خلال منع دخول بعض العمال، ومضايقة بعض المناديب، بالإضافة إلى تسريح أحد المسؤولين تتهمه بأنه سمح للعمال بالدخول في الإضراب.
ولسد الفراغ الذي خلفه إضراب العمال لجأت الشركة إلى بعض المسؤولين فيها، وعمال آخرين غير محترفين، ولكنها لم تنجح في تقديم الخدمات اللازمة للطائرات.
وأكدت ذات المصادر أن تدخلاً من الحكومة أرغم الشركة من جديد على الدخول في مفاوضات مع العمال، بدأت الليلة البارحة، ولكنها لم تسفر عن أي نتائج.
وتتحدث مصادر «صحراء ميديا» عن أزمة ثقة حادة بين العمال وإدارة الشركة، بسبب عدم وفاء الشركة بالتزاماتها تجاه العمال.
وتنازلت الحكومة الموريتانية شهر دجمبر من العام الماضي عن خدمات تسيير مطار نواكشوط الدولي (أم التونسي) لصالح شركة (AFROPORT)، في صفقة أثير حولها الكثير من الجدل، إذ لم تعلن تفاصيلها ولا قيمتها، كما لم تعرض على البرلمان.
وتطرح الكثير من الأسئلة حول الشركة التي تملك الدولة الموريتانية نسبة 5 في المائة من أسهمها، وفق ما أعلن وزير الاقتصاد والمالية السابق المختار ولد اجاي، كما أن الشركة التي يقول القائمون عليها إنها «شركة دولية»، لم يسبق لها أن تولت تسيير أي مطار في العالم.