دعا رئيس لجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، اليوم الجمعة، إلى مؤتمر صحفي سيعقده رفقة بعض أعضاء اللجنة المحسوبين على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وهو أول مؤتمر صحفي يعقدونه منذ بداية الأزمة قبل أكثر من أسبوع.
اللافت هو أن المقربين من ولد عبد العزيز اختاروا أن يعقدوا المؤتمر الصحفي في أحد فنادق العاصمة، بدل مقر الحزب الذي دشنوه قبل أسابيع وجهزوه بأحدث المعدات.
إن انعقاد المؤتمر خارج مقر الحزب الحاكم يؤكد أن حالة الخلاف داخل أروقته ما تزال قائمة، وأن المعسكر الداعم لولد عبد العزيز يجد نفسه في حالة عزلة بعد فقدان السيطرة على مقر الحزب، الذي يوجد في منزل مملوك للرئيس السابق.
وعلى الرغم من أن أي تفاصيل لم تعلن حول فحوى المؤتمر الصحفي، إلا أن الراجح أنه سيكون مرتبطاً بوضعية «لجنة تسيير الحزب» تلك اللجنة التي عينها ولد عبد العزيز شهر مارس الماضي، لتسيير الحزب في انتظار قيادته الجديدة.
ولكن اللجنة تواجه اليوم رفضاً من أغلب أعضائها (22 عضواً من أصل 27)، قرروا أن يتخذوا من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مرجعية لهم، وأعطوا لولد عبد العزيز صفة «الرئيس السابق» رافضين أي دور سياسي له.
ويأتي هذا المؤتمر الصحفي بعد غياب ولد عبد العزيز عن الاحتفال بعيد الاستقلال في مدينة أكجوجت، أمس الخميس، رغم الدعوة التي تلقاها من السلطات والمقعد الذي خصص له بجوار الرؤساء السابقين، والذي جلس عليه أحد وزرائه السابقين.
غياب ولد عبد العزيز، صاحبته تطورات أمنية تمثلت في إقالة قائد كتيبة الأمن الرئاسي (بازب)، ومنح أدوار ريادية لكتيبة الصاعقة في تأمين حفل الاستقلال، وسحب بعض الوحدات التابعة للأمن الرئاسي من أكجوجت.
وعلى الرغم من عدم حصولنا على أي معلومات يمكن أن تربط هذه الإجراءات الأمنية المتخذة من طرف قيادة الأركان العامة للجيش، بما تشهده الساحة السياسية من تجاذبات، إلا أن الموريتانيين يعيشون على أعصابهم منذ أيام في ظل انتشار كم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة.
وتشير التوقعات إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تطورات سياسية حاسمة فيما يتعلق بقيادة الحزب الحاكم، وذلك بعد أن طويت صفحة الاحتفال بعيد الاستقلال، وعاد الجميع من مدينة أكجوجت.