تغيرت بشكل كبير ملامح مدينة أكجوجت، وهي تستعد لاحتضان الاحتفالات المخلدة للذكرى التاسعة و الخمسين لعيد الاستقلال الوطني، لتتحول إلى قلب موريتانيا النابض.
آوى إلى المدينة النائمة على جنبات واحد من أهم طرق الشمال، رئيس البلاد، وبعض من سلفه في الحكم، وجل أعضاء الحكومة، وعدد من السياسيين، وجمع كبير من المواطنين.
ومن قبلهم كانت الوفود تترى على المدينة، طيلة ثلاثة أشهر، ونيف ـ هي عمر الحكومة الجديدة ـ في سعي السلطات للتحضير للفعاليات المخلدة لذكرى عيد الاستقلال، بعد أن قرر الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ذلك وهو يحضر آخر ذكرى عيد استقلال، كرئيس للبلاد.
سكان المدينة لايخفون سعادتهم بالإضواء التي أنارت معظم الشوارع الرئيسية في المدينة، وشبكة المياه التي سلكت طرقا فجاجا في أنحاء منها، وهي التي كان لها مع العطش تاريخ، رغم قربها من واحدة من أعذب بحيرات الماء في البلاد، هي بحيرة بنشاب.
انتعاش الحركة التجارية
يتحدث السكان هنا، عن ارتفاع كبير للأسعار، بفعل الضغط المتزايد، والإقبال الرهيب على المحلات التجارية، والمطاعم، وأماكن الإقامة، حتي أصبح بالكاد توجد غرفة شاغرة في أي نزل على بساطة الخدمات المقدمة فيه.
وصل سعر الغرفة الواحدة، إلى 30 ألف أوقية قديمة، فيما تضاعف سعر الخبز، ليصل مائتي أوقية، بينما اضطر غالبية الوافدين للمدينة، للإقامة عند معارف، أو في منازل الشخصيات الشهيرة في المدينة، التي فتحت أبوابها أمام الضيوف.
“حبذا لو خلد الاستقلال كل شهر في مدينة أكجوجت” يقول محمد ولد براهيم، وهو صاحب محل تجاري صغير، على الطريق الرئيس وسط المدينة، قبل أن يبتسم ويضيف ” لا أخفيكم سرا أن الاستفادة عمت على الجميع خلال الأيام الأخيرة، بفعل عدد الزوار المتزايد للمدينة، سواء أصحاب المحلات التجارية، أو المطاعم، والنزل، وحتي سيارات الأجرة، الكل هنا كان له نصيب من الربح، من وراء تخليد ذكرى الاستقلال في المدينة”.
على نفس المنحي يذهب صاحب محل لبيع “المشوي”، في مدخل المدينة، الذي أكد أن الطلب المتزايد على اللحوم، دفعه لذبح ثلاث شياه لليوم الواحد، لتلبية طلبات الزبناء، مشيرا إلى أنه ليس وحيدا في نفس الحيز الجغرافي، فقريبا منه هناك أصحاب محلات أخرى، يذبحون نفس العدد تقريبا، أو أكثر.
محطات الوقود في أنحاء من المدينة، تعمل لمدة 24 ساعة، ويتبادل ثلاثة عمال على المحطة، في الفترات الليلية، أمر لم يكن مألوفا، حسب المشرف على المحطة الرئيسية وسط اكجوجت، مشيرا إلى أن كميات كبيرة من الوقود، يتم بيعها يوميا لأصحاب السيارات الوافدة على المدينة.
الماء أهم انجاز
تحضيرا للاحتفالات تم تعبيد عدة كلمترات من الطرق في المدينة، وتوسيع الطريق الرابط بين MCM والمنصة الرئيسية وسط المدينة، إلى عرض 12 مترا، ونصبت عدة إشارات ضوئية في ملتقيات الطرق بالمدينة.
كما تمت إعادة تأهيل 14000متر من شبكة المياع، وإنجاز24000 متراخرى، مما مكن من استفادة العديد من الأسر من خدمات 1000 توصلة مجانية جديدة بنسبة مائة بالمائة.
وقامت الهندسة العسكرية، ببناء خزان مياه إضافي بسعة 2500 متر مكعب، وإنشاء وحدة لتحلية المياه، تبلغ طاقتها 700 متر مكعب، مدعومة بالضخ من بئرين جديدين، سيتم تعزيزهما في النهاية بواسطة آبار أخرى.
عدة قطاعات حكومية أخرى، وفرت جملة من الخدمات في المدينة، غير أن غالبية السكان يخشون من أن تكون كل هذه الخدمات، محدودة الأجل، وتقتصر على ذكرى الاستقلال، قبل أن تعود المدينة إلى سابق عهدها.