يتساءل الموريتانيون منذ أيام إن كان الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز سيلبي دعوة تسلمها من السلطات لحضور الاحتفالات المخلدة لذكرى الاستقلال الوطني، غداً الخميس، بمدينة أكجوجت.
فالتطورات الأخيرة أدت إلى تسمم الأجواء السياسية، وحدوث شرخ بين ولد عبد العزيز والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، فهل تصل الأمور إلى رفض ولد عبد العزيز الدعوة التي وجهت له، وهل ما تزال الدعوة قائمة بعد الخطوات التي قام بها ولد عبد العزيز والتصريحات التي أدلى بها تجاه الرئيس والنظام.
مصادر «صحراء ميديا» تؤكد أن ولد عبد العزيز حتى الآن لا يخطط لحضور الاحتفالات، ما لم تحدث تغيرات جذرية في العلاقة التي تربطه بالسلطة والتراجع عن سعيه للهيمنة على حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، وهو أمر تستبعده المصادر.
ولد عبد العزيز كان قد تلقى قبل فترة رسالة رسمية وهو خارج البلاد، تحمل دعوة له بصفته «رئيساً سابقاً» لحضور الاحتفالات بعيد الاستقلال، كأي رئيس سابق، دون منحه أي ميزة بروتوكولية أخرى، وهي خطوة تؤكد بعض المصادر أنها لم تلق الارتياح لدى الرجل، الذي كان يتطلع لمعاملة خاصة في أول احتفال رسمي بعد تسليمه للسلطة.
الجهات الرسمية الموريتانية وجهت نفس الدعوة إلى الرئيسين السابقين محمد خونه ولد هيدالة وسيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وقد وافقا على الحضور يوم غد في أكجوجت، وفق ما أكدت مصادر عائلية.
وتشير النظم البروتوكولية المعمول بها في هذا النوع من المناسبات إلى أن ولد عبد العزيز، بصفته آخر الرؤساء تقلداً للمنصب، سيجلس في أقصى الطرف، إلى جانب ولد الشيخ عبد الله ثم ولد هيدالة الذي سيكون أقرب الرؤساء السابقين إلى ولد الغزواني.
من جهة أخرى كانت السلطات الموريتانية، بأوامر وتعليمات من ولد الغزواني، قد وجهت دعوات لجميع القادة السياسيين من كافة الطيف السياسي الموريتاني، بما في ذلك قادة المعارضة الذين قارعوا ولد عبد العزيز طيلة عشر سنوات من حكمه، واتهموه بالتورط في عمليات فساد.
في حالة حضوره للاحتفالات، سيجد ولد عبد العزيز نفسه في طرف صف الرؤساء السابقين، محاطاً بأعداء الأمس الذين يتم الاحتفاء بهم وتقديرهم، في إطار مساعي ولد الغزواني لتحقيق ما فشل هو فيه خلال عشر سنوات، تطبيع الأجواء السياسية في البلاد.