“العيش بدون أوراق” وثائقي بثته شبكة “نتفليكس” ، يتحدث عن ابنة مهاجر غير شرعي للولايات المتحدة تدعى “آوا” ، والدها اسمه “آمادو صو ” قدم للولايات المتحدة سنة 1991، واحتجزته وكالة إنفاذ قوانين الهجرة.
يبدأ عرض الوثائقي بمظاهرة لمبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية”ايرا” عام 2018، ويتم قمع التظاهرة من طرف السلطات الموريتانية، وتبدأ بعد ذلك “آوا” في حكاية قصتها .
“آوا” تدرس التمريض في الولايات المتحدة، و تظهر في شقة متواضعة مع والدتها وأخوتها، تقول إن والدتها “آيساتا” من موريتانيا تنحدر من قرية صغيرة تدعى “نابينيت” ، وتظهر في الوثائقي وهي تصلي ، تقول “آوا” إن والدتها تخفي هويتها لحماية أقاربها الذين لايزالون في موريتانيا ،وتُظهر نصف وجهها في المقابلة، وتروي “آيساتا” حكايتها، حيث أوضحت أن زوجها جلبها مع ابنتها من موريتانيا، وقتها كانت الطفلة”آوا” في عامها الثالث ، ووضع “آوا” و”عيساتا” قانوني من خلال زوج “آيساتا” الأول ، بعد وفاته تعرفت على “آمادو” في الولايات المتحدة بعد وفاة زوجها الأول ، تعرفت عليه وهي في عمر الخامسة وتحكي ذكرياتها اللطيفة معه ، “لم يكن عليه معاملتي كأني من صلبه، لكنه فعل ذلك” تضيف “آوا” بعينين ملأتهما الدموع.
تحول الوثائقي لاستعراض أطفال يلعبون في القمامة وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط، ويقول الوثائقي في تعريفه لموريتانيا “إنها أسوأ بلد في العالم ، إنهم يستعبدون السود هناك ، نظام الرق لم ينته بعد” ، وتقول “آوا” إن النظام الاجتماعي في موريتانيا يعتمد على سلالة المرء، فمن يولد في عائلة عربية لديه الكثير من الفرص والحقوق مقارنة بسود البشرة ، وفق تعبيرها.
وتم خلال الوثائقي استعراض صور لقمع امرأة موريتانية من طرف الشرطة في مظاهرة سابقة لحركة “ايرا” ، وتضيف “آوا” أن والدتها على اتصال بالكثير من الأشخاص في موريتانيا ، وهم من التقط صور القمع، حسب قولها .
وتقول جولي نمسك ، وهي محامية “آمادو” حسب الوثائقي إنه يوجد في موريتانيا أعلى معدل رقيق في العالم وكانت آخر دولة حظرت العبودية سنة 1981 ، وكان هذا القرار مجرد ذر للرماد في العيون أمام المجتمع الدولي ، وفق المحامية .
وقدمت المحامية إحصائيات مفادها أن 20 إلى 30 في المائة من عدد السكان مستعبدون بطريقة ما ، وأضافت أن عودة المهاجرين إلى موريتانيا مجرد حكم بالإعدام عليهم .
“آيساتا” قالت في مقطع من مقابلة معها “هل تعلمون ماذا فعلوا في عيد استقلال موريتانيا لقد قتلوا 28 رجلا أسود البشرة بأمر من الرئيس كأنهم مجرد دجاج ، حسب تعبيرها .
ويقول الوثائقي إن الحكومة الموريتانية التي “يسيطر عليها العرب رحلت سنة 1989 آلاف الموريتانيين السود” .
وتحكي “آوا” قصة هروب “آمادو” من موريتانيا تجاه السنغال وكيف حصل على أوراق للسفر لأمريكا ، ورفضت السلطات الأمريكية منحه اللجوء وصدرت الأوامر بترحيله عام 2001 .
وقالت المحامية إنه بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة ضغطت إدارته على موريتانيا وهددت بفرض عقوبات بخصوص التأشيرة بين البلدين ، وبدأت وكالة الهجرة بالتركيز على الموريتانيين لترحيلهم لبلدهم .
وتروي “آوا” قصة احتجاز “آمادو” ورفضه صعود الطائرة إلى موريتانيا، حيث يمنع القانون الامريكي تسفير من يرفض ركوب الطائرة وتقول المحامية إن حوالي 1000 موريتاني سود البشرة صدرت في حقهم مذكرات ترحيل ، ويقول الوثائقي إنه بعد ثمانية أشهر من التصوير أطلق سراح “آمادو” وقدم طعنا في قرار ترحيله.
ويعالج الوثائقي وضعيات 8 عائلات تعيش بلا أوراق في الولايات المتحدة ، وبدأ نشطاء موريتانيون بانتقاد الوثائقي على وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره تشويها لسمعة موريتانيا.