بأزياء مزركشة بطريقة غريبة، يرتديها أعضاؤها، قدمت فرقة “چبابة” وصلة من الرقص، والمدح النبوي، وعزف النيفارة، في ثالث ليالي مهرجان المدن القديمة.
يوحي تصميم ملابس الفرقة، للوهلة الأولي أنها موريتانية، لكن طريقة الزركشة تحيل إلى الأسلوب المتبع من قبل سكان الأرياف الإفريقية، في زركشة الملابس.
وهي تستعد لتقديم مشاركتها على المسرح، لا أحد من المتابعين يمكنه التكهن باللغة التي ستقدم بها هذه الفرقة مشاركتها، فالعين تحيل إلى اللغات الوطنية، نظرا لزكشة الملابس، وشكل أعضاء الفرقة؛ والمنطق يحيل للحسانية، نظرا لتصميم الفضفاضات، والسراويل التقليدية، وبعض الطبول التي يتم تجهيزها من قبل الطبالين.
أعد أعضاء الفرقة عدتهم، وقرعوا الطبول.. بدأت الصورة تتضح من صوت طبول الفرقة، قبل أن يبدأ اثنان من أعضائها بمدح النبي صلي لله عليه وسلم، في نفس الوقت، كأنهما شخص واحد، وكلما سكتا، كان لمن خلفهما من أعضاء الفرقة حضور في المشهد، إما بالتصفيق بحماس، أو ترديد اللازمة، باللهجة الحسانية.
مع تقدم الفرقة في وصلاتها، بدا أنها غير مختصة في المدح لوحدة، حين وضع أعضاؤها الفضفاضات جانبا، و بدؤوا في تقديم رقصات، تعكس جانبا من الثقافة المحلية التي يمثلونها، ثم بدأ عزف النيفارة، وما فيها من شجن، يحرك مكامن النفس، ويعيد فرقة ” چبابة”، إلى مدينة “كوبني” في أقصى الشرق الموريتاني، وهو المكان الذي قدمت منه الفرقة، للمشاركة في المهرجان.
معظم الفرق الفنية الموريتانية، التي تشارك في الدورة التاسعة من مهرجان المدن القديمة، تم استدعاؤها من مختلف المناطق الموريتانية، وليس من المدن التاريخية فقط.
في هذه الدورة، استمتع الجمهور بعناق الموسيقى الحسانية، والإفريقية، من خلال الفرق الموريتانية المشاركة، مع الموسيقي الأندلسية، التي قدمتها الفرق المغربية المشاركة في هذه الدورة، التي تستضيف المغرب كضيف شرف.
في ثالث ليالي المهرجان قدمت فرق “تشيت” و “ولاته” و “ودان” “شنقيط ” وهي المدن الأربعة التاريخية في موريتانيا، بالإضافة إلى فرق من جهات موريتانيا المختلفة، عروضا فنية مع فرقة مغربية وفرقة إفريقية.
وتركزت معظم المشاركات على المديح النبوي، حيث تم ربط تنظيم المهرجان، منذ انطلاقه عام 2012، بتاريخ المولد النبوي الشريف.
فنانون، وشعراء، ومسرحيون، وحكواتيون، يحيون كل ليلة سهرات فنية، خلال مهرجان المدن القديمة، تتباين المشاركات وتقييم الجمهور الحاضر لها، في مدينة شنقيط، كما يتباين تقييم المتابعين للسهرات عبر التلفزيون الحكومي، الذي ينقلها بشكل مباشر.