أطلق رواد وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية وسما لمؤازرة وزير الصحة نذيرو ولد حامد تحت عنوان “نذيرو لا تولي” ، لمطالبته بعدم التراجع عن حملته للقضاء على الأدوية المزورة، والتي يرى المدنون أن «بارونات الدواء» شرعوا في محاربتها.
الصحفي والمدون الشيخ معاذ سيدي عبد الله ا استغرب من« بعض الدكاترة والأطباء الذين أشادوا بكفاءة ونظافة وزير الصحة يوم تعيينه، وأمطروا هذا الفضاء بالثناء عليه واعتباره رجل الصحة المنتظر .. اختفوا بمجرد ما بدأ خطواته الاصلاحية فلم نسمع لهم ركزا، ولم نقرأ لهم رمزاً..».
وقال ولد الشيخ سيدي عبد الله، الذي يتابع صفحته قرابة 90 ألف على الفيسبوك إن من أعلن دعم الوزير أولا اختفى و«تركه في الميدان يصارع حيتان السموم بجيش من المدونين والكتّاب، وقلة قليلة من أهل الطب الشرفاء»، مضيفا «هل الاشادة بكفاءة الدكتور نذيرو يوم تعيينه كانت رشوة له كي يُبقي الحال على ما كان عليه، أم أن تلك الكفاءة تتحقق فقط حين يهتم بالطبيب دون غيره ؟ أين هؤلاء ؟».
في حين ذهب الصحفي سيدأحمد ولد التباخ إلى أنه «لم يسبق لأي وزير موريتاني أن حصل على شعبية طاغية مثلما حصل مع هذا الوزير، وهذا درس مهم لأي مسؤول آخر، وأي تراجع من الوزير عن موقفه فأنا ضامن له أن تنقلب القلوب كلها إلى بغضه وأن تلهج الألسنة كلها بالدعاء عليه».
وأكد ولد التباخ أن « الرجل يخوض حربا مقدسة من اجلكم، وتأكدوا اكثر انه ماض في طريقه ولن يتوقف الا اذا اجبر على الاستقالة، وفي هذه الحالة سيكون علينا ان نتحرك جميعا».
جدل الأدوية المزورة شارك فيه نواب في البرلمان الموريتاني ، وقال النائب عن حزب «تواصل» الشيخا ني ولد بيبه “كتبت يوم أمس تدوينتين كان الفرق بينهما أربع دقائق، تقول إحداهما :أي حملة يقودها وزير الصحة ضد تزوير الأدوية أو التلاعب بتواريخ صلاحيتها يجب أن ينخرط فيها كل المجتمع السياسي والمدني وأن تتخذ الإجراءات الصارمة ضد من يثبت عليهم ذلك».
لكن مضمون تدوينته الأخيرة أثار الجدل حيث قال “ظلم للصيدليات وسيسبب خسائر بالمليارات فبعدها عن المصحات ب ٢٠٠ متر وبعد الواحدة عن الأخرى بنفس المسافة لا قيمة له ولا يطور القطاع ويشق على المستهلك ولا علاقة له بالإصلاح والقانون لا يطبق بأثر رجعي”.
ويعتبر ولد بيبه أن هذا “مجرد رأي شخصي لا علاقة له بتواصل ولا كتلته البرلمانية ولقد كتبت عشرات التدوينات لا تمثل أي منها تواصل فلتواصل ناطق رسمي ومتحدثين إعلاميين تنص عليهم نظمه وقراراته
كما لكتلته البرلمانية رئيس ونائب رئيس ومقرر لست من بينهم” .
وطالب ولد بيبه ما أسماهم المصطادين في المياه العكرة ” ممن (…..)بما لا يعرف وكل (…..) هدفه الهجوم على تواصل بالحق و( ….) أن هذا رأي شخصي وأنني لست من الهيئة التنفيذية للحزب ولا مكتب الفريق البرلماني”.
بينما طالب النائب عن حزب التحالف الوطني الديمقراطي اباب ولد بنيوك وزير الصحة “أن يحدد أولوياته وأن يشرع أولا في ضبط الأدوية الموجودة في الصيدليات وتنقيتها قبل الخوض في مواضيع أخرى”.
وكان وزير الصحة قد قرر الشروع في حملة للقضاء على الأدوية المزورة وتنظيم قطاع الصيادلة ،ولاقت حملته تضامنا واسعا في موريتانيا، وقرر البعض الخروج في وقفة تضامنية معه في حملته ، لكن جهات ترى أن مواجهة مايسمى ب«ديناصورات» الدواء صعبة ، لكنها تؤكد أن الوزير الجديد على دراية واسعة بمجال الصحة العامة.