تحتضن مدينة “شنقيط” التاريخية، غدا الأحد ، النسخة التاسعة من مهرجان المدن القديمة للمرة الثالثة في تاريخ المهرجان ، لكن نسخته هذا العام بدت مختلفة ، بعد أن قرر سياسيون معارضون حضور هذه النسخة التي تأتي بعد مغادرة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز للسلطة ، والذي عبر عن تبنيه للمهرجان وحرص على افتتاحه، ويعتبر فكرة له.
نسخة المهرجان هذا العام هي أول نشاط داخلي يحضره الرئيس الموريتاني الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني ، وهو الذي عاد مساء اليوم من ألمانيا ، وقطع زيارته لعائلته، لحضور افتتاح المهرجان ، كما وصل مساء اليوم إلى مدينة شنقيط رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه ، ورئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود، ورئيس لجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدنا عالي ولد محمد خونه ، ووصفت جهات هذا الحضور السياسي المتنوع بأنه “حوار سياسي صامت” حيث نجحت خيام “شنقيط” فيما فشل فيه قصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط.
وفشل “الحوار السياسي” الذي أقامه الرئيس الأسبق ولد عبد العزيز في جمع هذا الطيف السياسي، بعد مقاطعته من طرف الأحزاب السياسية الوازنة في المعارضة ، وانبثق عن هذا الحوار تعديل مواد من الدستور ،لكن هذه الزعامات التقليدية المعارضة ظلت ترفض مد يدها لولد عبد العزيز، ولم تشارك في أي نشاط ثقافي أو سياسي يحضره الرئيس السابق، الذي يوجد خارج البلاد.
ووصل إلى شنقيط زعيم المعارضة الديمقراطية ابراهيم ولد البكاي ورئيس حزب “حاتم” صالح ولد حننا ونائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” حبيب ولد حمديت وأبرز قادة الحزب محمد غلام الحاج الشيخ، وقال الحزب في بيان له إنه لبى دعوة الحكومة لحضور افتتاح مهرجان المدن القديمة الثقافي .
وتبدو نسخة مهرجان المدن القديمة هذه السنة مختلفة ، فهي تأتي في مرحلة تعتبر هدنة بين النظام والمعارضة ،بعد مرور أزيد من مائة يوم على تولي ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم في البلد ، وإعلانه عدة مرات عن مد يده دائما للمعارضة واستقباله لقادة المشهد السياسي المعارض.
وتستعد مدينة “شنقيط” التاريخية منذ أسابيع للمرة الثالثة لاحتضان النسخة التاسعة لمهرجان المدن القديمة، ويعتبر تنظيم هذا اللقاء مناسبة للعديد من الأنشطة تستفيد منها مختلف فئات الشعب الاجتماعية والمهنية في المدن المجاورة بصورة عامة وسكان المدينة بصورة خاصة.