أكدت مجموعة الدول الخمس بالساحل، أمس الخميس، بنواكشوط، عزمها على المضي قدما في مواجهة الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار في محيط المجموعة.
جاء ذلك في ختام أشغال الدورة العادية التاسعة للجنة الدفاع والأمن لمجموعة الدول الخمس بالساحل (موريتانيا، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد)، والتي تدارست تفعيل وتنسيق الأدوار الدفاعية والأمنية للقوة المشتركة للمجموعة، بمشاركة قادة أركان الجيوش ومدراء الأمن في هذه الدول، بالإضافة إلى قائد الجيوش الفرنسية وقائد قوة “برخان” الفرنسية.
وأكد قائد الأركان العامة للجيوش البوركينابية، الرئيس الدوري للجنة، اللواء موازي مينينغو، صعوبة الوضع الأمني في المنطقة بالنظر لما تشهده من أعمال عنف على يد الجماعات الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم وتعيق جهود النماء والتقدم في دول المجموعة.
وأضاف أنه لهذا السبب يجري العمل منذ فترة و”قد تحققت نتائج هامة”، مشيرا إلى أن خطورة الوضع في المنطقة وضعف إمكانات الدول الأعضاء في المجموعة لن تحول دون مضاعفة الجهود وتوسيع دائرة عمليات القوة المشتركة، ومواصلة الجهود الإنمائية حتى تتمكن شعوب المنطقة من العيش في أمن.
من جهته، قال محمد أزناكي ولد سيد أحمد لعل الخبير العسكري والأمني بالأمانة الدائمة لمجموعة الدول الخمس الساحل، التي يوجد مقرها بنواكشوط، إن النتائج التي تم تحقيقها حتى الآن تؤكد أن “المجموعة تسير على الطريق الصحيح وعاقدة العزم أكثر من أي وقت مضى على المضي قدما ومتابعة عملها الجاد حتى تتمكن مجتمعة من كسب الحرب التي تخوضها منذ فترة ودحر الإرهاب في المنطقة”.
من جانبه، أشاد قائد الجيوش الفرنسية، الجنرال فرانسوا لوكوانتر، بالتقدم الحاصل، وبالنتائج “الهامة”، التي حققتها القوة المشتركة لدول المجموعة حتى الآن في حربها على الإرهاب رغم قلة الإمكانات المتاحة لهذه الدول.
وأضاف أنه قدم إلى نواكشوط للتعبير عن دعم فرنسا للجهود المبذولة في المنطقة وخاصة على مستوى القوة المشتركة لدول المجموعة، مشيدا أيضا بقوة إرادة دول المجموعة التي مكنت في ظرف وجيز من تشكيل قوة مشتركة بهذا الحجم وتأمين انتشارها في المناطق الحدودية وتنفيذ عمليات نوعية ضد الإرهابيين في أكثر من مناسبة.
وأشار إلى أن دعم الشركاء للمجموعة بالاعتمادات المالية والسلاح “سيتواصل لمساعدتها على دحر الإرهاب في المنطقة، وتمكين شعوبها من تحقيق آمالها وتطلعاتها المشروعة في النماء والتقدم”.
ومكن لقاء نواكشوط من الاطلاع على حصيلة عمل اللجنة في مجالي الدفاع والأمن وهيئات التدريس والتدريب العسكري لدول المجموعة، ودراسة الوسائل الكفيلة بتبادل الخبرات والمعلومات الأمنية والتنسيق المشترك وتسيير هيئات التكوين والتدريب ذات الصلة بالعمل الأمني في دول المجموعة، ووضع تصور لعملها المستقبلي.
يذكر أن مجموعة الدول الخمس بالساحل، التي تأسست في نواكشوط شهر فبراير 2014، تهدف الى تنسيق سياسات البلدان الأعضاء من أجل تعزيز الامن والسلم والتنمية في فضاء الساحل والصحراء.
وكان قادة الدول الخمس قد وضعوا، يوم الثاني من يوليو 2017، اللمسات الأخيرة على قوة عسكرية مشتركة، يصل قوامها إلى 5 آلاف عسكري، تتولى مهمة محاربة الإرهاب في المنطقة، وذلك خلال قمة احتضنتها العاصمة المالية باماكو، وحضرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.