تصاعدت الاحتجاجات الشعبية الرافضة لوجود قوات أجنبية في مالي، وقام محتجون غاضبون أمس السبت باقتحام مخزن تابع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (ميونيسما)، ونهبوه قبل أن يضرموا فيه النار.
وأعلنت الأمم المتحدة أن متظاهرين ضد القوات الأجنبية في مالي قاموا السبت بنهب عشرات من حاويات الإمداد التابعة للأمم المتحدة والتي تحوي معدات كهربائية ومكيفات هواء وأسرّة.
وكان نحو ألف شخص يحتجون خارج المطار المحلي ومعسكراً يضم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في مدينة (سيفاري)، وسط البلاد.
وأشعل المتظاهرون النار في إطارات السيارات قبل نهب حاويات تابعة للأمم المتحدة خارج المخيم، مخلفين خسائر مادية وصفت بالمعتبرة.
وقالت بعثة الامم المتحدة إنّ «المتظاهرين سرقوا معدات لوجستية ومعدات بناء»، مضيفة أنه «لم يتعرض أمن المعسكر للخطر، لكن أعمال التخريب هذه غير مقبولة على الإطلاق».
وقالت الحكومة المالية في بيان صحفي إن المحتجين الغاضبين «حطموا ونهبوا نحو 50 حاوية أممية تحوي معدات وأجهزة، وأحرقوا 9 حاويات أخرى، وسيارتين تابعتين لقوة السلام الأممية»، قبل أن تضيف أن الشرطة تدخلت وفرقت المتظاهرين من دون وقوع أي إصابات.
وتعهدت الحكومة المالية بملاحقة المسؤولين عن نهب المخزن، وتقديمهم للعدالة، قبل أن تدعو المتظاهرين إلى «الهدوء وضبط النفس»، مؤكدة على ضرورة اللجوء إلى الحوار بوصفه السبيل الأمثل للتفاهم.
ومنذ الخميس، تشهد مالي مظاهرات للمطالبة بخروج جميع القوات الأجنبية من البلاد، بما في ذلك قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وعملية (برخان) الفرنسية، وذلك باعتبار وجودها مبرراً لشن الكثير من «الهجمات الإرهابية».
وكانت جماعات إسلامية مسلحة قد سيطرت على شمال مالي عام 2012، قبل أن تبدأ عملية عسكرية دولية تقودها فرنسا لطرد هذه الجماعات مطلع 2013، ومنذ ذلك الوقت توجد فيها قوات أممية (15 ألف جندي) وقوات فرنسية (4500 جندي)، هذا بالإضافة إلى القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل (5 آلاف جندي).