خلصت دراسة جديدة شملت الآلاف من مستخدمي فيسبوك الشباب إلى أن الاستغناء عن شبكة التواصل الاجتماعي يجعل الناس أقل اكتئابًا وأكثر إنتاجية وأفضل تعاملًا مع المال.
وقارن الباحثون بين أنشطة أكثر من 1750 طالبًا من الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة في عام 2017 ممن ابتعدوا عن فيسبوك لمدة أسبوع أو ظلوا على منصة التواصل الاجتماعي.
ونشرت الدراسة – التي تحمل عنوان “الآثار الاقتصادية لفيسبوك” – في مجلة الاقتصاد التجريبي Experimental Economics.
ووجد الفريق أن الابتعاد عن الشبكة الاجتماعية تسبب في استهلاك الناس لأخبار أقل عمومًا، لكنه أيضًا قلل من وعيهم بالأخبار المزيفة وغير السائدة.
ودرس الخبير الاقتصادي، روبرتو موسكيرا Roberto Mosquera، من جامعة Universidad de las Américas في الإكوادور وزملاؤه 1765 طالبًا يستخدمون فيسبوك في جامعة Texas A&M الأمريكية.
وقسم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين، إحداهما ابتعدت عن فيسبوك لمدة أسبوع، بينما استمرت المجموعة الأخرى في استخدم المنصة ضمن الفترة نفسها.
ووجد الباحثون أن الطلاب الذين توقفوا عن استخدام فيسبوك كانوا أكثر إنتاجية، وأبلغوا عن شعورهم بأنهم أقل اكتئابًا، وانخرطوا في أنشطة صحية.
وقال الباحثون: إن الشبكة الاجتماعية لها تأثيرات كبيرة على جوانب مهمة من الحياة لا تتعلق مباشرة ببناء ودعم الشبكات الاجتماعية.
كما سأل الباحثون المتطوعين عن المبلغ الذي يريدون الحصول عليه كتعويض عن التخلي عن فيسبوك لمدة أسبوع واحد، ووجدوا في المتوسط أن المشاركين اعتبروا أن أسبوعًا واحدًا على فيسبوك يساوي 67 دولارًا – وهو جزء كبير من الميزانية الأسبوعية للطالب العادي.
وازدادت هذه القيمة بنسبة تقارب 20 في المئة بعد أسبوع من الابتعاد عن المنصة، ويشير الباحثون إلى أن هذا القيمة المتزايدة نموذجية لعلاقة الإدمان بالمنصة.
وإلى جانب الآثار الصحية والمالية، فقد وجد الباحثون أيضًا أن المشاركين الذين أخذوا استراحة من منصة التواصل الاجتماعي يستهلكون أيضًا أخبارًا أقل.
وقال الباحثون: إن تقييد الشبكة الاجتماعية الأكبر عالميًا قلل من استهلاك الأخبار ولا يستعيض المشاركون بمصادر أخبار أو منصات تواصل اجتماعي أخرى عندما يبتعدون عن فيسبوك لفترة قصيرة من الوقت.
كما ذكر روبرتو موسكيرا وفريقه أن الطلاب الذين تركوا موقع فيسبوك أصبحوا أقل وعياً بمصادر الأخبار ذات التوجهات السياسية المتقلبة، وأضافوا “لا يوجد تأثير علي الوعي الإخباري من المصادر الرئيسية”.
ويضيف هذا الاكتشاف دعمًا للدراسات السابقة التي ذكرت أن فيسبوك يمكن أن تكون بمثابة قناة مهمة لمصادر الأخبار غير السائدة والمزيفة.
المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية.