قبل خمسة عشر عاما ، كانت السيدة عيشتا صال، قد بدأت لتوها بحمل الطبشور لتعليم أطفال مدينة « بوكي » جنوبي البلاد، اللغة الفرنسية، أحست بآلام مبرحة في القلب، لجأت في البدايةِ للعلاج بالطرق التقليدية لكن ذلك لم يجد نفعاً، لتتطور الحالة ويتضاعف الألم ويتركز فى القلب ، بحيث لم يعد بإستطاعتها الأكل والشرب من فرط الألم .
اضطرت عيشتا صال (43 عاما) إلى الذهاب لمستشفى القلب في العاصمة نواكشوط، لإجراء عملية جراحية، لتعود إلى لمهنة التدريس، المهنة التي لطالما أحبتها.
لكن آلام قلبها لم تسكن ، لتضطر إلى اللجوء المستفشيات التونسية عام 2009، حيث أجرت هنالك عملية أخرى لقلبها، تم على إثرها زرع بطارية تساعد القلب على القيام بمهامه ، على أن تراجع مستشفى القلب بنواكشوط كل ستة أشهر، رغم تبعات ذلك المادية التى تؤكد في حديثها مع « صحراء ميديا » أن راتبها الذى تصرف وزارة التعليم شهريا لا يكفي تكاليف الأدوية والفحوصات المترتبة على ذلك
تواصل « عيشتا صال » سرد قصتها لصحراء ميديا « بعد تماثلي للشفاء من العملية التى أجريت فى تونس ، أصدرت وزارة التهذيب مذكرة بتحويلي للتدريس بمدينة الآك ،حيث أمضيت هنالك أشهرا من العام الدراسي 2009 غير أنني لم أستطع المواصلة ولم أتحمل ظروف التدريس هناك ، فتوجهت للوزاة بطلب تحويل إلى العاصمة فكان لي ذلك ».
تنقلت عيشتا الأم لأربعة أطفال، بين مدارس العاصمة نواكشوط ، رغم حالة قلبها الصحية ، والمعرض للتوقف فى أي وقت ، متحدثة عن حالات إرهاق وإعياء شديد يصيبها اثناء التدريس مما يضطرها لقطع الدرس فى كثير من الأحيان.
وقد استقر بها الحال فى مدرسة ترحيل « 18 » (مدرسة احمد حكي) و يتحدث المشرفون على المدرسة حيث تُدرس الآن عن تفانيها وإخلاصها فى عملية التدريس، وتوصيلها للمعلومة للتلاميذ بكل وفاء وإخلاص.
في اليوم العالمي للمعلم ، تنتهز عيشتا المناسبة، لإيصال حالتها الصحية الصعبة إلى الجهات المعنية ، من أجل إنصافها ، وإراحتها من الوقوف ساعات للتدريس ، خشية أن تتوقف بطارية قلبها عن العمل وهي على عتبة أحد الفصول الدراسيه.
تقول عيشتا إنها تسعى لوظيفة في وزارة التعليم، تمكنها من وظيفة براتب، يساعدها على المراجعات الدورية للمستشفى، لانها تعبت من مهمة التدريس، ولم تعد قادرة على المواصلة فيها .