أشادت إفريقيا بالإجماع برئيس زيمبابوي السابق روبرت موغابي الذي توفي أمس الجمعة، مرجحة البعد التاريخي للمناضل ضد الاستعمار على الرئيس الذي ترك بلدا استنزفت موارده بعد حكم طويل جدا.
واختارت بريطانيا، القوة المستعمرة السابقة، إدانة نظام “لم يحترم الديموقراطية وحقوق الإنسان”.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان “نعرب عن تعازينا للذين هم في حداد على وفاة روبرت موغابي. لكن شعب زيمبابوي عانى فترة طويلة نتيجة حكم موغابي المتسلط”، آملة في أن “تواصل زيمبابوي السير في طريق أكثر ديموقراطية وازدهارا”.
ووصف الوزير البريطاني الأسبق بيتر هين الناشط ضد نظام الفصل العنصري، موغابي بأنه “بطل تحرير، تعرض للتعذيب والسجن من قبل نظام الاقلية البيضاء العنصرية في روديسيا السابقة”.
وأضاف أنه “خان بعد ذلك كل قيم حقوق الإنسان والديموقراطية في زمن الكفاح من أجل الحرية (…) ليصبح مستبدا فاسدا قتل وعذب معارضيه”.
وفي رسالة تعزية، اكد الاتحاد الاوروبي انه “سيواصل الوقوف الى جانب زيمبابوي وشعبها ودعم المصالحة والمساعدة في ضمان مستقبل من الوحدة والازدهار والامن والديموقراطية لجميع سكان زيمبابوي”.
وذكر الاتحاد بانه “يعلق اهمية كبرى على تعزيز دولة القانون وحقوق الانسان وتصليب الديموقراطية في زيمبابوي”.
واعتبرت وزارة الخارجية الأميركي ة من جهتها أن موغابي “ساعد في تحرير زيمبابوي” لكن ه “خذل آمال شعبه” لاحقا . وند دت المتحد ثة باسم الوزارة مورغن أورتيغاس بـ”انتهاكاته لحقوق الإنسان وسوء إدارته الاقتصادي ة التي أفقرت الملايين” من شعب زيمبابوي.
وقالت أورتيغاس “نواصل دعم تطل عات الزيمبابوي ين نحو مستقبل أفضل وأكثر ازدهارا “.
كان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا من أوائل القادة الأفارقة الذين نعوا موغابي، م شيدا بـ”مقاتل التحرير وبطل القضية الإفريقية ضد الاستعمار”.
وكانت زيمبابوي في عهد موغابي ساعدت طويلا الكفاح المسل ح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ودعمت مكافحة الاستعمار في الدول الأخرى في إفريقيا الجنوبية.
أشادت الصين التي تتمتع بحضور قوي في القار ة وكان رئيسها شي جينبينغ من رؤساء الدول النادرين الذين قاموا بزيارة رسمية إلى هذا البلد في 2015، بموغابي ووصفته بالزعيم “الاستثنائي”.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية جينغ شوانغ إن موغابي “دافع بحزم طوال حياته عن سيادة بلده وعارض التدخ لات الأجنبية وعمل بجد من أجل الصداقة والتعاون بين الصين وزيمبابوي وبين الصين وإفريقيا”. وأضاف “كان زعيما سياسي ا وقائدا استثنائي ا لحركة تحرير وطنية”.
وأكدت الصين عند استقالة موغابي في نوفمبر 2017 بعد 37 عاما في الحكم بلا منازع، أن ه يبقى “صديقا للشعب الصيني”.
في موسكو شريكة زيمبابوي الأخرى التي عارضت باستمرار العقوبات الاقتصادي ة المفروضة على نظام موغابي بسبب انتهاكه حقوق الإنسان، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”المساهمة الشخصية الكبرى” لموغابي في استقلال زيمبابوي.
وقال الكرملين في بيان إن “الكثير من المحط ات المهمة في التاريخ الحديث مرتبطة باسم روبرت موغابي”، مؤك دا أنه “قد م مساهمة شخصية كبيرة في النضال من أجل الاستقلال ولبناء مؤسسات الدولة في زيمبابوي”.
في دول إفريقيا الجنوبية، تحدث رئيس زامبيا إدغارد لونغو عن “الأب المؤس س لزيمبابوي”، مؤكدا “مكانته في تاريخ إفريقيا”.
وأشاد رئيس ناميبيا برجل “ثوري استثنائي ومناضل ثابت من أجل الحر ية والفكرة الإفريقية”، سمحت تضحياته “بتحرير إفريقيا الجنوبية من الحكم العنصري والقمع الاستعماري”.
وأضاف أن الناميبيين “يعبرون عن شعور عميق بالامتنان”.
وأكد رئيس تنزانيا جون ماغوفولي الذي يتولى رئاسة منظ مة دول إفريقيا الجنوبي ة، أن “إفريقيا فقدت قائدا شجاعا يملك التصميم ويؤي د الفكرة الإفريقية وترجم رفض الاستعمار إلى أفعال”.
تحدث الرئيس السابق للكونغو الديموقراطية عن “ابن بار لإفريقيا هب لإنقاذ بلدنا عندما تعر ضت لعدوان خارجي”. وقال إن القارة “فقدت أحد أبطال الكفاح من أجل الاستقلال”.
حيا رئيس كينيا أوهورو كينياتا “رجل الدولة المناضل من أجل الحرية والفكرة الإفريقية الذي لعب دورا أساسيا في تشكل مصالح القارة الإفريقية”.
وبعدما أشاد بالمناضل السابق ضد نظام البيض في روديسيا، وصف كينياتا موغابي بأنه “منارة للنضال من أجل تحرير إفريقيا”. وأعلن أن الأعلام ت نكس في كينيا من السبت إلى الإثنين.
وكان الرئيس السابق مواي كيباكي أحد القادة النادرين الذي أشاروا إلى “الجوانب السيئة” في موغابي. لكن ه قال “على الرغم من مشاعر الذين لا يكفون عن تشويه صورته، سيبقى موغابي في ذاكرة الجميع قبل كل شيء بسبب دفاعه الشجاع عن كرامة الأفارقة”.
في بوروندي، صر الرئيس بيار نكورونزيزا أنه علم “بحزن” بوفاة “بطل استقلال زيمبابوي ومهندس الفكرة الإفريقية البارع”.
وفي جنوب السودان، اعتبر الرئيس سلفا كير ان زيمبابوي “خسرت قائدا كبيرا” و”رجل دولة ثوريا ومخلصا”، معتبرا أن موغابي كان “بطل الديموقراطية والمساواة وحقوق الانسان والسلام والتنمية”.
في غرب إفريقيا، أشاد رئيس نيجيريا محمد بخاري بـ”المناضل الذي قاتل من أجل استقلال بلده في مواجهة النظام الاستعماري”.
ورأى أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية المزمنة في زيمبابوي ستحفظ الأجيال المقبلة “ذكرى تضحيات موغابي، خصوصا الكفاح من أجل التحرير الاقتصادي والسياسي لشعبه”.
في السنغال، عبر الرئيس ماكي سال باقتضاب عن تعازيه بعد “وفاة أبي الأمة”.
المصدر (ا ف ب)