حدثان بارزان تنتظرهما الساحة السياسية في موريتانيا، عرض البرنامج الحكومي الأول في عهد الرئيس الجديد محمد ولد الغزواني أمام البرلمان، وانعقاد أول مؤتمر لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، الحاكم في موريتانيا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز .
تتجه الأنظار نحو تحول بنت عليه أطياف سياسية كثيرة آمالها العريضة في خلق مناخ سياسي جديد ينعكس إيجابا على الوضع المعيشي .
بينما تدور معارك على وسائل التواصل الاجتماعي عنوانها استمرار النهج السابق في محاولة للتشويش على مساعي التغيير ،وفق المتابعين.
المستقبل السياسي لولد عبد العزيز
في حرب الشائعات التي يشكل “فيسبوك” مسرحها الأبرز، يسوق بعض من طالبوا سابقا بمأمورية ثالثة لعودة الرئيس السابق للمشهد السياسي من بوابة الحزب في مؤتمره “المرتقب” ، في حين يستبعد قادة سياسيون وجود أي مستقبل سياسي لولد عبد العزيز الذي تحوم حوله شبهات فساد كثيرة وثراء ينظر إليه على أنه نتيجة كسب غير مشروع.
وقد طالبت أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني بالتحقيق في هذه الاتهامات بينما يعتبرها أنصاره مجرد قذف وتشويه.
يقول يحي ولد احمد الوقف رئيس حزب عادل إن محاولات رؤساء سابقين للعودة لإعادة الانخراط في المشهد السياسي تسببت في خلق إرباك للسلطة والرأي العام، مستبعدا في الوقت ذاته وجود “أي دور لولد عيد العزيز كفاعل شريك في العملية السياسة مستقبلا”
في السياق ذاته يرى الكاتب الصحفي موسى ولد حامد أن حضور ولد عبد العزيز سيعكر الحياة السياسية ويعيد إنتاج مرحلة ” لم تكن بالضرورة إيجابية للوضع السياسي بشكل عام”.
صمت الرئيس ومستقبل العلاقة مع الأغلبية
الرئيس الجديد الذي يعمل بصمت أثار تساؤلات كثيرة ،فيما يبدو واضحا أنه يسعى لخلق نهج جديد عكست بعضَ ملامحه التشكيلة الحكومية التي ضمت وجوها ( تكنوقراط ) وآخرين ممن شغلوا مناصب حكومية في الأنظمة السابقة مع الإبقاء على بعض وزراء حكومة سلفه.
خطوة رأى فيها محللون سياسيون انفتاحا على مختلف ألوان الطيف السياسي في المرحلة المقبلة مع ضخ دماء شابة في الجسم الحكومي .
لكنها في المقابل فتحت الباب أمام تساؤلات عن مدى تشبث ولد الغزواني بأغلبيته التي أوصلته لسدة الحكم كما يقول بعض عناصرها .
يؤكد القيادي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ورئيس كتلة الأغلبية الداعمة للرئيس محمد يحيى ولد الخرشي أن الرئيس الحالي متمسك بأغلبيته وعلاقته شبه متساوية مع الأحزاب حسب قوتها في البرلمان نافيا وجود أي خلاف في صفوف الأغلبية .
في حين يشكك آخرون في تماسك الأغلبية التي يبدو بعضها مرتبكا أمام معادلة جديدة شكل فيها وافدون جدد من صفوف المعارضة رقما معتبرا، فيما تسعى قيادتها لبعث رسائل الاطمئنان بقدرتها على إعادة تنظيم صفوفها استعدادا لموسم جديد.
ستكون أمام ولد الغزواني تحديات جسام ليس أقلها الحفاظ على أغلبية تقليدية وأخرى جديدة وتشكيلات أخرى ليست على قلب رجل واحد ، كما أن طريق الإصلاح المنتظر لن يكون مفروشا بالورود.
وسيشكل عرض البرنامج الحكومي أول اختبار جدي لملامح المرحلة المقبلة التي تختلف تطلعات الموريتانيين لها بين غالبية تأمل ان تشكل قطيعة مع الماضي وأقلية تتمنى أن تكون امتدادا للعهد السابق.
وبين هذا وذاك يرسل وزراء الحكومة الحالية إشارات متباينة ترجح كل مرة كفة طرف ضد آخر.