بدت شوارع العاصمة الموريتانية نواكشوط، ليلة الأربعاء هادئة والحركة فيها طبيعية، في ظل انتشار وحدات من الشرطة والدرك والحرس.
يأتي هذا الهدوء، بعد يومين من أعمال شغب، وقعت في بعض أحياء المدينة، اتهمت السلطات الموريتانية « أياد أجنبية » بالوقوف وراءها.
قال وزير الداخلية الموريتاني، أحمدو ولد عبد الله، خلال نقطة صحفية مساء أمس الثلاثاء، إن «أجانب تم اعتقالهم اثناء الاحتجاجات، سيتم التحقيق معهم، ومحاكمتهم، وتطبيق أقصى العقوبات فيهم».
وتشير مصادر « صحراء ميديا » إلى أن عدد المعتقلين الأجانب وصل إلى 99 معتقلا، جميعهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء.
في غضون ذلك، توقفت بشكل تام احتجاجات العاصمة، ولم تقع أي أعمال شغب طيلة اليوم، وبدت الحياة طبيعية خاصة في أحياء السبخة و الميناء، التي كانت بؤرة لأعمال الشغب.
مع الساعات الأولى من صباح اليوم، فتحت أسواق مقاطعة الميناء أبوابها بشكل طبيعي، وسط حضور أمني في محيط هذه الأسواق، ومع حلول ساعات المساء رابطت وحدات من الدرك والحرس عند ملتقيات الطرق الرئيسية في الأحياء الجنوبية من العاصمة في مقاطعات الرياض و السبخة والميناء.
وكان وزير الداخلية الموريتاني، قد أكد للصحفيين، أن « الأمن تحت السيطرة » مشيرا إلى « أن كافة الإجراءات تم اتخاذها لمنع أي زعزعة للأمن والاستقرار في البلد ».
وسبقت أن اتخذت السلطات قرارا بقطع الإنترنت عن عموم التراب الموريتاني، وهو ما برره مصدر شبه رسمي « لصحراء ميديا » بالقول إنه « لمنع انتشار الشائعات التي تثير الرعب وتحرض على العنف وتزيد الاحتقان ».
وكانت موجة من الشائعات قد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت الماضي بالتزامن مع الاقتراع في الشوط الأول من الانتخابات الرئاسية، تسببت في حالة من التوتر والاحتقان في الشارع.
وهذه هي أول مرة تلجأ فيها السلطات الموريتانية إلى قطع الإنترنت على عموم البلاد، وهو القرار الذي أثار انتقاد العديد من الموريتانيين، بينما تفهمه آخرون لمبراراته الأمنية.
وتأتي هذه التطوارات بعد إعلان نتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية، التي أظهرت فوز المرشح محمد ولد الغزواني بنسبة 52 في المائة، وهو ما رفضته المعارضة وأعتبرته تزويرا.
وقدم ثلاثة من مرشحي المعارضة طعونا في نتائج الانتخابات لدى المجلس الدستوري، هم بيرام ولد الداه ولد اعبيد، محمد ولد مولود، وسيدي محمد ولد بوبكر.