بدت مقرات المرشحين للانتخابات الرئاسية في نواكشوط، ساعات قبيل موعد انطلاق الحملة، هادئة جداً عدا عن تحضيرات يشرف عليها بعض الفنيين والتقنيين وناشطين سياسيين من الشباب، فيما غاب الحماس ما ينذر ببداية « باهتة » للحملة الانتخابية.
موفد « صحراء ميديا » تجول في أماكن إطلاق حملات المرشحين، لاحظ ضعفاً في التحضير لدى غالبية المرشحين الستة، وبدء الاستعدادات في الساعات قبل الأخيرة الإطلاق الحملة الرئاسية لسابع انتخابات تخوضها البلاد.
حملة المرشح محمد ولد الغزواني في نواكشوط، اختارت ملعب « شيخا بيديا »، وسط العاصمة، لإطلاق احتفالاتها بالتوازي مع الحفل الرسمي في العاصمة الاقتصادية نواذيبو، فنصبت منصة كبيرة في نفس المكان الذي أعلن منه « غزواني » ترشحه للرئاسيات، قبل ثلاثة أشهر.
المشرفون على حفل نواكشوط هم في أغلبهم وزراء سابقون وشخصيات مستقلة تدعم المرشح، من الذين تخلفوا عن حفل نواذيبو، بينما كلفت المبادرات الشعبية بالتعبئة وجلب الحضور، في وقت غادرت فيه الغالبية نحو العاصمة الاقتصادية نواذيبو.
أما المرشح سيدي محمد ولد ببكر فقد أجرى تعديلاً على برنامج حملته الانتخابية، إذ كان من المقرر أن يطلقها من مدينة النعمة، في أقصى الشرق الموريتاني، ولكنه تراجع ليطلقها من مقاطعة تفرغ زينه، على أن يغادر فجر غد الجمعة نحو النعمة.
نصب أنصار ولد ببكر منصة في الساحة المقابلة لمستشفى الكبد والأمراض الفيروسية، غير بعيد من المقر المركزي لحملة المرشح ومقر أحد فروع حزب « تواصل » الداعم له، وبدأت التجهيزات بعد صلاة المغرب، فيما نشط أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي لتحريك جماهيرهم نحو الحفل.
المرشح بيرام ولد الداه ولد اعبيد، اختار منطقة عرفات قرب ملتقى المعرض لإطلاق حملته، وهو العائد للتو من زيارة إلى جنوب أفريقيا ظهر فيها مع حزب الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا، والتقط صوراً مع تمثاله وصوره، في استحضار لرمزية الرجل الذي واجه الفصل العنصري في بلاده القرن الماضي.
نصبت حملة ولد اعبيدي منصة متوسطة الحجم في الساحة المقابلة للمعرض، وسط حضور بعض أنصاره، ويتوقع القائمون على حملته أن تكتظ الساحة بالمناصرين وهي واحدة من أكبر الساحات في نواكشوط.
أما المرشح عن ائتلاف قوى التغيير محمد ولد مولود، فقد قرر إطلاق حملته من قلب العاصمة نواكشوط، قرب عمارة « سنيم » الجديدة، إلى جوار مبنى الجمعية الوطنية (البرلمان)، نفس الساحة التي سبق أن اتخذتها المعارضة مسرحاً للعديد من أنشطتها الرافضة لتعديل الدستور العام الماضي.
بدت منصته تقليدية بأضواء ملونة، في احتفال طغت عليه البساطة، ينم عن شعار طالما دافع عنه حزبه اتحاد قوى التقدم، وهو القرب من البسطاء والمهمشين، فيما يشير المراقبون إلى نقص في التمويل.
المرشح الشاب المرتجى ولد الوافي، يستعد هو الآخر لإطلاق حملته من مقاطعة توجنين، أمام ثانوية «اصويله»، شرقي العاصمة نواكشوط، حيث نصبت منصة كبيرة نسبيا، ويقوم الطاقم المشرف على حملته بالتحضيرات الأولية، وهو الذي يحمل خطاباً يقترب أكثر من الشباب وهمومه.
السادس والأخير على اللائحة كان حاميدو بابا اختار مدينة بوغي، لإطلاق حملته، وسط مناصريه، وهو الذي يعتبر مرشح القوى الأفريقية في موريتانيا ويمتد عمقه الانتخابي في منطقة الضفة، بينما اختارت منسيقة حملته إطلاق احتفال بسيط أمام مقر حزبه « الحركة من أجل إعادة التأسيس » غير بعيد من ملتقى طرق مستشفى « صباح ».
وإن كانت الأجواء في مقرات المرشحين وفي الشارع تبدو باهتة وهادئة، إلا أنها كانت مشتعلة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تدور نقاشات حادة بين أنصار جميع المرشحين، وهو معطى جديد في الانتخابات الرئاسية بموريتانيا.