تدخل فنيات الحشد والتعبئة كما هو معلوم في إطار التعليق الصوتي عبر أسلوب الخطاب والإلقاء الجهوري ولذلك لنا وقفة هنا مع القادة والمتسابقين نحو القصر الرمادي.
ومن باب التوطئة كلما كنا أمام إلقاء سليم لنصوص المرشحين كلما كانت النتيجة أنجع وأكثر فاعلية في استقطاب الجماهير.
1- المرشح محمد ولد الغزواني
ظهر في مهرجان خطاب إعلان ترشحه المنظم في ملعب رياضي وخطابات أخرى لاحقة ; بروح رياضية سريع الحركة منتبها لقدسية اللغة محاولا تجنب هفوات صديقه الرئيس الحالي.
وفق ولد الغزواني في إخراج نصه الدعائي بنسبة أقل من الأخطاء اللغوية والصياغية; كما نجح في كسب شعبية كبيرة بذلك فنحن في بلاد مازال أهلها يولون اعتبارا كبيرا للغة أكثر من الرسائل.
لكن مما غاب عن أذهان الكثيرين ولم ينتبه له أحد بالكاد أن الصوت خان مرشح النظام فغاب الأسلوب الجهوري في الخطاب وظهر الرجل بصوت مبحوح نسبيا ورغم ذلك كانت كلمة قائد الأركان السابق جيدة من حيث المضامين والتوصيل لكن كان بالإمكان أفضل مما كان.
2- المرشح سيدي محمد ولد بوبكر
ظهر بقوة في خطاب مختصر وسلس في مهرجان إعلان ترشحه بملعب ملح, تكلم بأسلوب جهوري نسبيا أكثر من منافسه ولد الغزواني وربما تعود أسباب ذلك لخلفية الرجل وتعوده على المنابر بحكم عمله وزيرا ودبلوماسيا سابقا على عكس المرشح ولد الغزواني الذي عرفناه عسكريا صموتا لعقود.
ورغم حضور الخطاب الجهوري بشكل خجول في خطابات ولد بوبكر إلا أن الاحساس والتفاعل مع مضامين الخطاب غاب عن خرجات الرجل الدعائية; فأغلب المرشحين يقرؤون دون مبالاة بمضامين وصور النص وينسون بذلك أنهم يخاطبون مواطنين بينهم من أنهكه الفقر والحرمان وبات يحتاج أكبر جرعة من الاقناع الصوتي لكي يقتنع بأي سياسي وهذا خطأ فادح سينعكس على نتائج المترشحين.
3- المرشح بيرام الداه اعبيد
عرف المرشح والنائب البرلماني بيرام بتبني الخطاب المشحون القريب من عواطف بعض الشرائح وهذا يحسب له تارة وأحيانا يحسب عليه.
ومن محاسن خطابات بيرام الاسترسال وعدم السرعة في الإلقاء وشد الجمهور حتى آخر كلمة من رسالته الدعائية; لكن يحسب عليه تناقض مضامين خطاباته ومحاولاته اليائسة للانتقال من مرشح شريحة معينة إلى المرشح الجامع المانع.
وبخصوص الأداء الصوتي لبيرام فإنه يتميز بحضور طاغ على المنبر ويتكلم بصوت جهوري مشحون بالغضب والتفاعل لكن لغته تخونه وعليه مراجعة نصوص خطاباته بشكل أكثر دقة سبيلا لإلقاء أفضل يجذب له جماهير أكثر وخير مثال على ذلك الخطاب الذي ألقاه بيرام في دار الشباب القديمة معلنا أمام أنصاره ترشحه للرئاسة.
4- المرشح محمد ولد مولود
رغم خبرته الطويلة في ميادين السياسة وسيرته الناصعة لم يوفق ولد مولود حتى اللحظة في تقديم الأداء الصوتي المثالي للساسة; فالرجل عميق جدا لكن أداءه الصوتي يخون مسعاه ورسالته; فلضمان وصول الخطاب لقلوب الناس لابد من مخاطبتهم بصوت جهوري وفصيح.
وقد اكتشفت هذا الأمر قبل سنوات أثناء برنامج سياسي دعت له إذاعة موريتانيد صحفيين لمحاورة رئيس اتحاد قوى التقدم كنت بينهم.
فعلى كل من يعتلون المنابر من سياسيين وخطباء الحرص على إشباع شهية المتلقي وذائقته الصوتية ومخاطبته بأحسن أداء صوتي سبيلا لعملية صوتية ميكانيكة ناجعة.
وأعتبر في هذا المقام بأننا أمام منجم ذهب لم نهتد بعد لطريقة دخوله واكتشافه.
إذا نحن هنا أمام قامة سياسية لها رؤى استراتيجية الوطن بحاجة لها لكن خللا في العملية الصوتية يعيق عملية الاقناع والاستقطاب الناجع.
5- محمد الأمين المرتجي الوافي
تبنى الرجل قضية الشباب وإن كانت استهلكت قبله على غرار سيمفونية “رئيس الفقراء” وهذه خطوة جيدة لمرشح جديد على الساحة السياسية لكن لها ما لها وعليها ما عليها.
وعليك إذ تبنيت القضية ووصفتك نفسك بمرشح الشباب أن تخاطبهم بما يفهمون وهو مالم توفق فيه صوتيا على الأقل.
ظهر الرجل مبحوح الصوت خجولا نسبيا وكأنه يخاطب نفسه; على المرشحين في مثل هذه المواقف فهم أهمية أداة الصوت ولغة الجسد في المعركة الانتخابية.
أخي الكريم حاول الإلقاء بصوت مرتفع مستقبلا والتفاعل بشكل أكثر جدية مع مضمون خطاباتك لتقنع من لم يلتحق بعد بركبك.
6- المرشح كان حاميدو بابا
رغم أن المرشح خبر مضامين السباق نحو الرئاسة عدة مرات مازال الرجل جامدا في أدائه الصوتي ولغة جسده حيث يتكلم بصوت هادئ وبكلمات قليلة نسبيا.
يقولون في عوالم التعليق الصوتي لا تكن بخيلا في الإلقاء وأنا أقول في هذا المقام لا تكن بخيلا في الكلام وخاصة إذا كنت سياسيا يسعى للرئاسة.
كن سليقا فصيحا متقنا لفنيات الخطاب الجهوري وتأكد أن خطابك حتى ولو كان كاذبا سيصل لقلوب الناس وعواطفهم.
تنويه:
في دول العالم الأول مع احترام فوارق الترتيب والمكان لدى كل مرشح مستشار صوتي يساعده في تحسين أدائه الصوتي والحرص على توصيل خطاباته بأفضل طريقة.
وفي الأخير أهدي لجميع من يعتلون المنابر التقنيات التالية لتساعدهم في الحشد والتعبئة:
-دقق النص جيدا وشكل الحرف الأهم في كل كلمة ثم راجعه عدة مرات بصريا.
-إقرأ النص لنفسك بصوت مرتفع مرات عدة.
– قم بإزالة العبارات الصعبة واستبدلها بمرادفات سهلة الإلقاء لتتجنب المطبات الصوتية.
– حاول الابتعاد عن تناول المواد اللزجة قبل صعودك للمنبر (20 دقيقة تقريبا).
-استشعر واستحضر رسائل النص وحاول الاحساس بها ليحس المتلقي بأنك جزء منه.
-تكلم بصوت مسموع دون أن ترهق نفسك بالتكلف.
-كن عفويا قدر الإمكان.
-حاول التلوين صوتيا واسترسل في الإلقاء.
-ابتعد عن الانفعال والتشنج أثناء الإلقاء.
عدنان عبد الله
صحفي ومعلق صوتي