اتهم المترشح للرئاسيات الموريتانية ،محمد ولد مولود، النظام الحالي بمحاولة “تدمير البلد ، عن طريق بيع أحد مناجم الشركة الوطنية للصناعة والمناجم «اسنيم»، في ظرفية حساسة ، يقبل فيها البلد على انتخابات رئاسية”.
ولد مولود الذي تحدث خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأحد، قال إنه بعد سماعه الأخبار المتداولة عن بيع منجم «افديرك» لشركة استرالية ، لم يتمالك نفسه من الغضب ، وقرر التنبيه على خطورة الموضوع لحساسية الشركة ، التي هي شريان اقتصاد البلد ، وفق تعبيره.
وطالب ولد مولود كافة القوى الوطنية والمترشحين للرئاسيات بالوقوف في وجه الصفقة ، داعيا الحكومة الراهنة بالتوقف عن اتخاذ القرارات المصيرية لآن ذلك ليس من صلاحياتها ، نظرا لقرب انتهاء المأمورية الحالية ، حسب تعبيره.
وقال إن النظام الحالي يسعى لتحطيم منشآت البلد عن طريق بيع المدارس والبنى التحتية ، محذرا من محاولة بيع «اسنيم» باعتبارها “أمل البلد” ، التي يعلق عليها الموريتانيون آمالهم .
وأشار إلى أن عملية البيع تمت في ظروف غامضة مع شركة استرالية ، معتبرا أن ماحدث يشكل نهبا للثروات الوطنية ومساسا بالمصالح الحيوية للشركة ، بعد تسييرها من طرف النظام الحالي بطريقة جعلها تتخبط بالشكل الآني ، مع حصول طفرة في أسعار الحديد ، على حد تعبيره.
وتواردت منذ أمس أنباء عن بيع منجم «افديرك» لشركة « بي سي أم» الأسترالية ، لاستغلال منجم الحديد الواقع في «افديريك»، فيما وصفه مصدر من الشركة ل«صحراء ميديا» بأنه يهدف إلى الانفتاح على الشركاء الدوليين والاستفادة من خبراتهم من أجل دعم الإنتاج وتطويره.
وأكد المصدر أن هذا الاتفاق سيسمح بإنشاء شركة وطنية تسند لها مهمة استغلال منجم افديرك مقابل فوائد وامتيازات تحصل عليها شركة «اسنيم»، هذا بالإضافة توفير خدمات النقل والميناء والكهرباء مقابل عائدات معتبرة وتوفير حوالي 700 فرصة عمل، حسب المصدر .
بينما أبدت مصادر أخرى من داخل الشركة ل«صحراء ميديا» قلقها من الصفقة ووصفتها بالمشبوهة و «الفاضحة» ، معتبرين العملية بداية لبيع الشركة نفسها ، وهو الزمر الذي سبق أن أثار ضجة في موريتانيا.
ويتهم المناهضون لهذه الخطوة إدارة الشركة بالإقدام على بيع هذه الاحتياطات المنجمية الهامة في سابقة من نوعها بتاريخ الشركة وفي ظل ظرفية خاصة، تشهد فيها أسعار الحديد ارتفاعا كبيرا معتبرين هذه الاحتياطات هي الأكثر جودة من ضمن الاحتياطاتها المنجمية التي تتوفر عليها المنطقة وكان من المتوقع أن تزيد من إنتاج الشركة السنوى بحوالي مليون طن سنويا من الحديد.
وتقول مصادر من شركة «اسنيم» إن ا هذا المنجم تم استغلاله في الفترة من 1963 إلى 1983 لكن ونظرا لمستوى العمق الذي أصبح عليه المنجم تم توقيف الاستغلال منذ تلك الفترة (أي منذ ما يربو على ثلاثة عقود) ولم تتمكن الشركة من استغلاله رغم تعاقب عدة إدارات على هرم الشركة.