قالت صحيفة « نيويورك تايمز » الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تستعد لإرسال 120 ألف جندي إلى منطقة الشرق الأوسط، لمواجهة خطر هجمات إيرانية على القوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الإدارة الأمريكية، وقلها إن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان، قدم الأسبوع الماضي خطة عسكرية مطورة إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب تشمل تصورات بإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران قوات أمريكية أو سرعت العمل على إنتاج أسلحة نووية.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن المصادر التي فضلت حجب هويتها أن شاناهان قدم الخطة في اجتماع لكبار مساعدي ترامب الأمنيين يوم الخميس الماضي.
وقالت للصحيفة إن عدد الجنود « صدم » المسؤولين الذين تم إبلاغهم بالخطة، إذ أن نفس العدد من الجنود الأمريكيين شارك في غزو العراق عام 2003.
NY Times: White House Reviews Military Plans Against Iran, in Echoes of Iraq War https://t.co/6crC99gO73
— Stat Butler (@stat_butler) 14 mai 2019
وعززت الولايات المتحدة حضورها العسكري في منطقة الشرق الأوسط بوتيرة متسارعة في الأيام الأخيرة، إذ أرسلت قاذفات « بي-52 » وحاملة الطائرات « أبراهام لنكولن » وسفنا هجومية أخرى إلى المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هنالك « انقسامات حادة في الإدارة الأمريكية حول كيفية الرد على إيران، في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن سياسة إيران النووية ونواياها في الشرق الأوسط »، مضيفة أن « بعض المسؤولين الأمريكيين البارزين قالو إن الخطط — حتى وإن كانت في مرحلة أولية للغاية — إلا أنها تُظهر مدى خطورة التهديد الإيراني ».
فيما قال آخرون، ممن يحثون على حل دبلوماسي للتوترات الحالية، « إن الأمر بمثابة تكتيك مخيف لتحذير إيران من اعتداءات جديدة »، وفق تعبير الصحيفة.
من جهة أخرى سبق أن وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين الماضي تحذيراً إلى إيران، وقال إنه « سيكون من الخطأ الفادح أن تقدم على أي تحرك ضد الولايات المتحدة التي نشرت حاملة طائرات ومقاتلة أخرى في الخليج العربي ».
وفي سياق ردود الفعل، عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن لا يكون للشائعات حول إرسال 120 ألف جندي أميركي إلى الشرق الأوسط أساس من الصحة، وقال في أعقاب محادثات مع نظيره الأمريكي: « آمل أن ينتصر العقل (…) لأن المنطقة متوترة بالفعل بحالات الصراع المختلفة ».
من جهته استبعد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي وقوع حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مشددا على أن طهران لن تتفاوض مع واشنطن حول الاتفاق النووي، وقال: « لن تقع الحرب وخيار الشعب الإيراني هو المقاومة ».
وأضاف خامنئي أن طهران « لن تتفاوض مع الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي »، مشددا على أن « هذه المواجهة ليست عسكرية لأنه لا يوجد حرب لإشعالها ».
وكانت إيران قد أبلغت الأسبوع الماضي سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا لديها، بأنها ستعلق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي وتوقف الحد من مخزونها من اليورانيوم المخصب، وهو ما تم بعد مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
وزير الخارجية البريطاني جريمي هات، قال إن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء مخاطر نشوب صراع بشأن إيران، محضراً من مخاطر نشوب صراع غير مقصود بين إيران والولايات المتحدة بسبب الاتفاق النووي.
وقال هنت للصحفيين في بروكسل: « نحن قلقون للغاية من خطر نشوب صراع عن طريق الصدفة مع تصعيد غير مقصود »، وأضاف أنه يجب عدم إعادة إيران مرة أخرى إلى مسار إعادة التسلح النووي.
وزاد التوتر في المنطقة بعد تعرض 4 سفن شحن تجارية مدنية، من عدة جنسيات، لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من إمارة الفجيرة، وفي المنطقة الاقتصادية البحرية لدولة الإمارات.
ولم تصف الإمارات العربية المتحدة طبيعة الهجوم أو تذكر من يقف وراءه، فيما وجهت جهات الاتهام لإيران بالتورط في هذه الأعمال التخريبية.
استهداف محدود لمحطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض. pic.twitter.com/SBWJaQi0yc
— وزارة الداخلية (@MOISaudiArabia) 14 mai 2019
وفي آخر تطور أعلن وزير الطاقة السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، اليوم الثلاثاء، إن محطتي ضخ لخط الأنابيب شرق – غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي تعرضتا لهجوم من طائرات دون طيار مفخخة.
وأضاف الوزير أن حريقا نشب نتيجة الهجوم – الذي وقع بين الساعة السادسة والسادسة والنصف من صباح الثلاثاء – في المحطة رقم 8، وأنه خلف أضرارا محدودة، بعد السيطرة عليه.
وكان موقع تابع للحوثيين قد قال إن « سلاح الجو المسير التابع للجيش واللجان الشعبية نفذ الثلاثاء عملية عسكرية كبرى ضد أهداف سعودية ».
وأكد الفالح أن المملكة تشجب هذا الهجوم، واصفاه إياه « بالجبان والإرهابي والتخريبي »، فيما أعلنت شركة أرامكو أنه لن يؤثر على إمدادات النفط.