قالت المديرة المساعدة لبرنامج الغذاء العالمي في موريتانيا ريناتو باييه، إن انعدام الأمن الغذائي يهدد أكثر من نصف مليون شخص في مناطق من الجنوب والشرق الموريتاني، مشيرة إلى أن نسبة 11,6 في المائة من هؤلاء قد يصيبهم « سوء التغذية الحاد ».
المسؤولة في البرنامج الأممي كانت تتحدث في مقابلة نشرتها صحيفة « لوموند » الفرنسية أمس الاثنين، قالت فيها إن « 559 ألف موريتاني سيكونون تحت خطر انعدام الأمن الغذائي خلال الفترة الممتدة من يونيو وحتى سبتمبر، أول أشهر الحصاد ».
واعتبرت باييه أن هذا العدد يزيد بـ 22 ألف شخص على المهددين بنفس الخطر العام الماضي (2018)، مشيرة إلى أنه منذ 2017 ونقص الأمطار يهدد حياة سكان مناطق في الجنوب والشرق الموريتاني.
وأكدت أن الوضعية في موريتانيا « مقلقة » على غرار الوضعية في البلدان المجاورة (دول الساحل)، مشيرة إلى أن السكان في هذه المنطقة « يجدون أنفسهم متضررين من نقص الأمطار، واجتياح أمواج الجراد بالإضافة إلى الفيضانات » وهي وضعية قالت المسؤولة الأممية إن السكان المحليين يواجهونها ببيع قطعان من مواشيهم، مصدر رزقهم الوحيد.
وقالت المسؤولة الأممية إن توقعات برنامج الغذاء العالمي تشير إلى أن « سوء التغذية الحاد قد يصيب 11,6 في المائة من سكان موريتانيا، 2,3 في المائة منها حالات خطيرة »، وهو ما يتجاوز عتبة الطوارئ التي قالت المسؤولة إنها تتوقف عند 2 في المائة، وقالت: « نحن في حالة تأهب ».
وقالت المسؤولة إن المناطق الموريتانية الأكثر تضرراً هي « غورغول ولعصابه وكيديماغا والحوض الغربي ولبراكنه بالإضافة إلى تكانت، وهي المناطق التي تقع في (مثلث الأمل)، وتضم وحدها 89 في المائة من 559 ألف المعنيون بالخطر »، وفق تعبيرها.
وحول جمع التمويلات لمواجهة هذا الخطر قالت المسؤولة: « الوضعية لا تدعو للتفاؤل لأننا لا نتوفر اليوم إلا على 9 في المائة من التمويلات الضرورية »، مشيرة إلى أن التقديرات التي عندهم تؤكد أنهم بحاجة عاجلة إلى 6,7 مليون دولار إضافية.
وأكدت باييه أن الدولة الموريتانية « تدرك خطورة الوضع »، مشيرة إلى أن برنامج التدخل تم وضعه بالتعاون مع الحكومة، وأضافت أن « الحكومة لديها برنامج للحماية الاجتماعية بالتعاون مع البنك الدولي يقوم بتوزيع أموال على الأشخاص الأكثر هشاشة في المناطق المتضررة من سوء التغذية ».
وخلصت المسؤولة الأممية إلى القول إن الحكومة الموريتانية « أظهرت منذ عدة سنوات أنها تدرك أن انعدام الأمن الغذائي أصبح أولوية ».
وقالت المسؤولة إن التغيير في رأس السلطة القائمة بموريتانيا خلال الانتخابات المقبلة لن يؤثر على عمل برنامج الغذاء العالمي في موريتانيا، وقالت: « نحن نعمل مع مفوضية الأمن الغذائي التي تعتبر هيئة فنية، قد يتم تغيير إدارتها، ولكن الفرق دوماً تبقى هي نفسها بعد الانتخابات، ما يضمن استمرار البرنامج ».