أقرت شركة بوينغ باكتشافها خطأ تقنيا في حجرة قيادة طائرة “737 ماكس”، وذلك بعد مضي أشهر على إطلاق الطراز في الأجواء، إلا أنها أخفت هذا الأمر مبدئيا
ويكمن الخطأ الذي اكتشفته الشركة في ضوء إنذار ينبه الطيارين في حجرة القيادة في حال أعطت الحساسات معلومات خاطئة عن زاوية أنف الطائرة.
ولم تشارك بوينغ أيا من شركات الطيران أو السلطات الأمريكية، بما توصلت إليه، حتى وقعت الكارثة وتحطمت إحدى طائراتها التابعة لشركة الخطوط الجوية، “Lion”.
كما اكتشفت بوينغ أن نظام الإنذار السابق يعمل فقط إذا زودت شركات الطيران تحديثا منفصلا لهذا الغرض، تضاف قيمته إلى سعر الطائرة الأساسي.
وعلى ما يبدو، فإن تلك الحساسات الهامة قد توقفت عن العمل، على متن الطائرتين المنكوبتين، ما دفع بنظام تشغيل الطائرة لتوجيه أنفها ناحية الأرض.
وعلى الرغم مما سبق، لا يمكن الجزم تماما بأن عمل ضوء الإنذار بشكل جيد كان ليمنع الطائرتين، الإثيوبية والإندونيسية، من التحطم، في حين أكدت بوينغ أنه يمكن للطائرات التحليق بأمان دون الحاجة إلى ذلك الضوء، وذلك بسبب وجود أضواء وأنظمة أخرى في حجرة القيادة، تنبئ الطيارين بما يكفي عن سرعة الطائرة وارتفاعها وأداء محركاتها.
وقد أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، أن بوينغ قد أعلمتها باكتشافها الخلل في نوفمبر 2018، أي بعد تحطم الطائرة الإندونيسية، في 29 أكتوبر من العام نفسه، في حين أضافت إدارة الطيران أن خبراءها قد أكدوا أن تعطل ضوء الإنذار يشكل خطرا ضئيلا فقط.
وفي الوقت نفسه، أشار مصدر في الإدارة إلى ضرورة إبلاغ بوينغ لشركات الطيران فور اكتشافها العطل التقني، الذي ربما كان من شأنه “تقليل أو إزالة الالتباس“.
وما يزيد من فداحة خطأ بوينغ، هو ذكرها في “كتيبات شركات الطيران” التي سلمتها مع “737 ماكس”، أن ضوء الإنذار الخاص بزاوية أنف الطائرة موجود بشكل أساسي لدى كافة الطائرات، أي ليس متضمنا في تحديث إضافي، فيما اكتشفت بوينغ في وقت لاحق أن الضوء يعمل فقط في حال شراء تحديث إضافي.
تعمل بوينغ حاليا على إصلاح نظام التشغيل الخاص بـ “737 ماكس”،ما قد يسمح بإعادة تشغيل طائراتها المتوقفة في مطارات العالم، والتي يقدر عددها بـ 400 طائرة.
المصدر: ديلي ميل