لقد سقط البشير وانتصر حراك الشارع السوداني، ذلك الحراك الذي برزت فيه فتاة تدعى « آلاء صالح »، ظهرت في صور ومقاطع فيديو تغني وسط الجموع، وهي ترتدي زياً تقليدياً أبيض اللون، وأقراطاً ذهبية كبيرة، تهز بصوتها الناعم جموع المحتجين، فتحولت في نظر الكثيرين إلى « إيقونة ».
ألقاب كثيرة أطلقت على الفتاة، من ضمنها « عروس النيل » و« الكنداكة السودانية »، ولكن اسمها الحقيقي هو « آلاء صالح » وتبلغ من العمر 22 عاماً، تدرس الهندسة في جامعة السودان الدولية بالعاصمة الخرطوم، تتبنى مواقف معارضة وآراء « نسوية ».
كانت « الكنداكة السودانية » تملك موهبة خاصة في إثارة حماس المحتجين، وسرعان ما انتشرت مقطع مصورة منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتصل إلى كبريات الصحف العالمية.
آلاء صالح اختارت هتافاتها من صميم التراث السوداني، وظهرت في ملابس تقليدية كانت ترتديها الأمهات والجدات السودانيات في ستينيات القرن الماضي، أثناء تظاهرهن احتجاجًا على الديكتاتوريات العسكرية السابقة، ويصف السودانيون المتظاهرة بأنها « كنداكه »، وهو اللقب الذي يُشار به للملكات النوبيات اللاتي أهدينَ أحفادهن إرثاً من النساء القويات المكافحات من أجل بلدهن وحقوقهن.
الكاتب الصحفي الفلسطيني عارف حجاوي كتب على صفحته الشخصية على تويتر « آلاء صالح.. صباح الخير في النساء العربيات آلاف مثل أنجيلا ميركل، وأحسن، لكن ذكر النحل العربي بالمرصاد ».
آلاء صالح.. صباح الخير.
في النساء العربيات آلاف مثل أنجيلا ميركل، وأحسن، لكن “ذكر النحل” العربي بالمرصاد.— عارف حجاوي (@aref_hijjawi) 11 avril 2019
الصحفي الكويتي عادل عيدان عبر عن إعجابه بنضال آلاء صالح وكتب « أبلغوها احترامي وقبلة على جبين غضبها.. »
أبلغوها احترامي وقبلة على جبين غضبها..
آلاء صالح قالت :
ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺃﻋﻔﻴﻠﻲ ..ﻭﻋﺪﺗﻲ ﺍﻟﻘﻄﻌﺘﻮ ﻣﻌﺎﻙ
ﺇﻧﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻤﻨﻮﻉ .. ﻓﻲ ﺷﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ
ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺩﻣﻲ ﺑﻔﻮﺭ .. ﻟﻤﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺗﻐﻠﻲ pic.twitter.com/fnFRaEjya1— عادل عيدان (@adeleidan) 11 avril 2019
وقال عيدان على لسان صالح
آلاء صالح قالت :
ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺃﻋﻔﻴﻠﻲ ..ﻭﻋﺪﺗﻲ ﺍﻟﻘﻄﻌﺘﻮ ﻣﻌﺎﻙ
ﺇﻧﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻤﻨﻮﻉ .. ﻓﻲ ﺷﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ
ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺩﻣﻲ ﺑﻔﻮﺭ .. ﻟﻤﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺗﻐﻠﻲ
وقال مغرد “هذه الصورة ستعيش لألف عام .. و يزيد ..
لتخبر الاجيال القادمة .. ان المرأة عظيمة ..
ان المرأة ستصدح بصوتها فوق اكتاف الرجال .. لتقتلع الحقيقة ..
ليست نصفاً .. ليست اقل ..
المرأة زغرودة نصر .. و صوت الثورة ..
هي انعكاسنا الصادق .. و حقيقتنا اللينة ..”.
وقالت مغردة: “بعد الصورة التي انتشرت لها خلال إلقائها القصيدة الثورية.. الكنداكة السودانية أصبحت أحد رموز الثورة في السودان”.
كما وصف مغردون الناشطة آلاء صالح بتمثال حرية السودان. فقال أحدهم: “هناك المئات من تماثيل الحرية في مختلف أرجاء العالم أشهرها تلك الموجودة في باريس .. النمسا .. ألمانيا .. إيطاليا .. اليابان .. الصين .. ڤيتنام و السودان”.
وعبر الكثير من المغردين أيضا عن مشاعرهم تجاه صورة الكنداكة، فقالت إحدى المغردات: “لم يحذرك أحد من أن النساء اللواتي منعتم أقدامهن عن الركض سيلدن بنات بأجنحة”.
ويذكر أن الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للناشطة آلاء صالح، التقطتها الناشطة السودانية لانا هارون قبل يومين ، ونشرتها في حسابها على “تويتر” فحصدت مئات الآلاف من الإعجابات والتعليقات.
وفي سياق متصل، قام بعض المغردين بنشر عناوين أخبار من صحف عالمية، منها “واشنطن بوست”، كانت قد تناولت “الكندوكة السودانية” معتبرين إياها واحدة من أهم رموز الثورة السودانية، وإنها باتت رمزا لحقوق المرأة في السودان.
وبحسب النشطاء فإن القصيدة التي ألقتها آلاء الصالح كانت من كلمات الشاعر السوداني أزهري محمد علي، وجاء فيها: «ﺗﻤﺮﻕ تمرق ﺗﻘﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺪ.. ﻭﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ، اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﻝ ﺇﻥ ﺷﺎﻑ ﻏﻠﻂ ﻣﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﻜﺘﻢ ﻳﺴﻜﺖ ﺑﺒﻘﻰ الغلط ستين!.. كوز السجم بيغرف ﻓﻲ ﺧﻴﺮﻧﺎ ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺴﻘﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺩﻣﻨﺎ ﺍﻟﻔﺎﻳﺮ .. ﻣﺎ ﺑﻨﻨﻜﺘﻢ ﻧﺴﻜﺖ ﻓﻲ ﻭﺵ ﻋﻤﻴﻞ ﺟﺎﻳﺮ.. ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﺴﺎﺱ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺪﻱ ﺗﺮﻫﺎﻗﺎ ﺣﺒﻮﺑﺘﻲ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ .. ﻭﺃﻡ ﺩﺭ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻻﺑﺴﺔ الرهط ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻣﻠﻴﺎﻥ ﺑﺨﻮﺭ ﻭﻟﺒﺎﻥ ﻭﻳﺰﻏﺮﺩﻥ ﻧﺴﻮﺍﻥ ﻟﻠﻜﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﺳﺎﻥ.. ﻭﺍﻧﺎ ﻳﻤﺔ ﺩﻣﻲ ﺑﻔﻮﺭ ﻣﺎﺑﻨﻜﺘﻢ ﻭﺃﺳﻜﺖ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺴﺲ ﺩﻩ ﻳﻐﻮﺭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺳﺠﻦ ﻳﻤﺔ ﺳﺠﻨﺎً ﻳﻜﻮﺳﻮ ﺭﺟﺎل»وفي إطار الأحداث المتسارعة قال التلفزيون الرسمي السوداني إن القوات المسلحة ستذيع بيانا هاما اليوم بينما انتشرت قوات في أنحاء الخرطوم
وقال الإعلان الذي بثه التلفزيون ”بيان هام من القوات المسلحة بعد قليل فترقبوه“ دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وذكرت مصادر بالحكومة السودانية ووزير بولاية شمال دارفور اليوم الخميس أن الرئيس عمر البشير تنحى وأن مشاورات تجري لتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد.