تجددت المظاهرات الشعبية، اليوم الجمعة، في العديد من المدن الجزائرية وخاصة العاصمة الجزائر، وذلك في أول جمعة بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقه، وواصلت هذه الاحتجاجات مطالبتها بالتغيير.
ورفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى تلبية مطالب الحراك الشعبي المتمثلة في تغيير جذري للنظام الذي يحكم الجزائر منذ الاستقلال، فيما دعا العديد من المحتجين إلى استقالة الفريق أحمد قايد صالح، قائد أركان الجيش ونائب وزير الدفاع.
ويعد قايد صالح الشخص القوي في الجزائر، وهو الذي حاول خلال الأيام التي سبقت استقالة بوتفليقه الانحياز للحراك الشعبي في الجزائر، من خلال بيانات وتصريحات تصف مطالب الشارع بأنها « شرعية »، وتدعو إلى « التغيير » وإسقاط « عصابة » تتحدث باسم الرئيس.
ولكن المحتجين يرون في قايد صالح أحد رموز نظام بوتفليقه، ويدعون إلى تنحيه عن منصبه كقائد لأركان الجيش ونائب لوزير الدفاع، بالإضافة إلى الوزير الأول الحالي والعديد من الشخصيات النافذة.
وقال أحد المحتجين: « لقد جئت من مدينة بجايه إلى الجزائر العاصمة من أجل المشاركة في المسيرة، مطلبي هو تنحية العصابة التي يقودها قايد صالح وبدوي ».
وتحولت المسيرات الشعبية إلى ساحات للنقاش بين الجزائرين حول ملامح المرحلة التي تلي استقالة بوتفليقه، فيما كان بعض المحتجين يوزع الحلوى والمياه، احتفالاً بما تحققه المسيرات من انتصارات.
في غضون ذلك ما تزال ملامح المرحلة الانتقالية في الجزائر غامضة، في ظل صراع الأجنحة الذي تعيشه البلاد، والتي كان آخر مظاهرها إعفاء اللواء عثمان طرطاق، من مهامه كقائد لجهاز المخابرات العسكرية الجزائرية، وهو الذي كان يتولى مهمة مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالتنسيق بين المصالح الأمنية.